الجزائريون يترحمون على الشرطي الجزائري الذي ضحى بنفسه لإنقاذ الآخرين

قال بيان صدر عن مديرية الأمن العام الجزائرية إن حصيلة الاعتداء الإرهابي الانتحاري الذي استهدف مديرية الأمن على مستوى مدينة تيارت غرب البلاد هي استشهاد شرطيين، وإصابة ثالث بجروح، مشيرة إلى أن أحد رجال الشرطة الذي تفطن للانتحاري وهو يقترب من مقر مديرية الأمن، ألقى بنفسه عليه واحتضنه لمنعه من مواصلة تقدمه، بعد أن نفدت ذخيرة رجل الأمن، قبل أن يفجر الانتحاري نفسه، ليستشهد الشرطي على الفور، إضافة إلى مقتل الانتحاري أيضا.
وأثنت مديرية الأمن العام على شجاعة وبطولة حافظ الأمن طيب عيساوي الذي ضحى بنفسه، بعد أن نفدت ذخيرته من الرصاص التي أطلقها على الانتحاري، الأمر الذي جعله يلقي بنفسه عليه، لمنعه من الاقتراب أكثر من مركز مديرية الأمن، لتفادي وقوع مجزرة حقيقية، خاصة أن المديرية موجودة وسط حي سكني، الأمر الذي كان سيؤدي إلى مقتل العشرات على أقل تقدير، إضافة إلى الأضرار المادية الأخرى.
وذكر البيان أن الاعتداء أسفر عن مقتل شرطي آخر، وإصابة ثالث بجروج، مشيرا إلى أن مدير الأمن العام اللواء عبد الغني هامل فور وقوع العملية أرسل وفدا يضم كبار الضباط لتقديم التعازي لعائلتي الضحيتين شهيدي الواجب الوطني، وزيارة رجل الأمن الذي أصيب خلال الاعتداء، مؤكدا أن رجال الأمن بفضل يقظتهم وتضحياتهم جنبوا المنطقة وسكانها مجزرة حقيقية.
ويأتي هذا الاعتداء ليؤكد مخاوف الأجهزة الأمنية بخصوص استعداد الجماعات الإرهابية لتنفيذ اعتداءات انتحارية، وهو السبب لحالة الاستنفار الأمني التي لاحظها الجزائريون طوال الأيام الماضية، خاصة على مستوى العاصمة والمدن الكبرى، الأمر الذي جعلها تضاعف الحضور الأمني في النقاط الاستراتيجية، وبالقرب من المراكز الأمنية ومقار الهيئات والمؤسسات الرسمية، فبرغم أن هذه النقاط كلها مؤمنة طوال السنة، إلا أن الظهور المكثف لرجال الأمن بالزي الرسمي، وعمليات التفتيش كان يوحي بوجود شيء ما يقلق الأجهزة الأمنية.
ويلاحظ من خلال هذا الاعتداء أن الإرهاب لم يعد يتحرك وفق الخريطة الجغرافية المعروفة، التي كان نشاطه يتركز خلال السنوات القليلة الماضية في منطقة القبائل شرق العاصمة، لكنه يبدو قد تحول غربا بعد الضربات الموجعة التي تلقتها الجماعات الإرهابية على أيدي قوات الأمن والجيش، التي كانت تستهدف رؤوس هذه التنظيمات الإجرامية من أجل شل حركتها، وهو الأمر الذي نجحت فيه إلى حد كبير، كما أن الظاهر من هذه العملية أن الاعتداءات الانتحارية قد تكون الورقة التي ستلجأ إليها الجماعات المسلحة خلال الفترة المقبلة، بسبب تراجع قدرتها على التجنيد وفقدانها الكثير من الإمكانات التي كانت متوفرة، الأمر الذي يجعلها تركز على الاعتداءات الانتحارية، لأنها قليلة التكلفة ولديها صدى كبير، كما أنها تحدث أضرارا مهما بلغ مستوى الحذر واليقظة لدى أجهزة الأمن.

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *