السعد ولد لوليد يكتب : عروبة لحراطين … وقضية الرق

يخلط أغلب النشطاء السياسيين و الحقوقيين سلبا عن قصد او جهل بين حقيقة عروب لحراطين و بين قضية الرق او العبودية كما يصطلح عليها البعض خطأ في موريتانيا .
معللين ذلك بأن العروبة سبب في العبودية أو الإسترقاق أو أن الإسترقاق في موريتانيا هو نتجية لتمسك لحراطين بعروبتهم و بحثهم في هويتهم و إنتمائهم او حاصل سعي من جهات معينة إلى تعريبهم و هم العرب ثقافة و إنتماء .
و هي مغالطات خطير على قضية لحراطين أولا و على الأرقاء ثانيا و على السلم الإجتماعي و النسيج الوطني الذي نحلم به و نسعى من خلاله إلى الحرية والكرامة و العيش الكريم .
عروبة لحراطين عموما لا تلغي ما تعانيه هذه المكونة العربية التليدة من حيف و غبن و تهميش .
كما أن عروبتهم لا تنافي حقهم الأصيل و حق نخبهم و حركاتهم و نشطاءهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة في الحرية و العدالة و المساواة بل أن عروبتهم إن لم تكن عاملا لبلوغ ذلك الهدف لن تكون عائقا دون تحقيقه .
كما أن هذه العروبة لا تناقض بأي حال من الأحوال حقيقة ظاهرة الرق الكونية و حالة الإسترقاق الوطنية التي نلاحظها و نعيشها عند القوميا الأربع المكونة لنسيج الأمة الموريتانية ( الفلانية و الصونوكية و العربية و الولفية ) .
بل إن مكونة لحراطين العربية شأنها شأن مكونة البيظان منها من لم يعش الإسترقاق يوما و منها من مارسه بجميع صوره و أشكاله مثل الأسر الأرسطوا قراطية الإقطاعية الاستعبادية الحرطانية عبر التاريخ .
و الحالة ذاتها تنطبق و بشكل أبشع على المجموعات الإجتماعية الفلانية و السونيكية و الولفية التي تمارس الإسترقاق على بني عرقها و نسبها و قبيلها الذي يتحمس البعض إلى الإنتساب له عرقيا ليس في الحياة فقط بل أن تلك الممارسة تستمر عندهم إلى ما بعد الممات .
لذا وجب الفصل كليا و نهائيا بين عروبة لحراطين و قضية الرق في موريتانيا .
و كذلك بين غبن لحراطين و تهميشهم و إنتماءهم و حالة و صراع القوميات ( الفلانية و السونوكية و الولفية ) الوجودي المشاركاتي في المجتمع .
فلا عروبة لحراطين هي سبب إسترقاق جلهم تاريخيا في موريتانيا و لا إنتماءهم للزنوج و تنكرهم لهويتهم الثقافية و الاجتماعية سيخلص بقيتهم و أغلب رقيق الزنوج من داء الإستراق .
هنا وجب معالجة حالة الغبن و التهميش و الإقصاء التي يقبع فيها لحراطين لعوامل عديدة ” ذاتية و موضوعية و تاريخية و سيسيولوجية و بنيوية وتنظيمية و إقصائية ” بعيدا عن مسألة الهوية و حالة التجاذب و الإستقطاب المجتمعي في موريتانيا .
كما أنه من السذاجة و السطحية الخلط بين قضية العبودية المتراجعة في موريتانيا ” بفعل النضال تشريعيا و قانونيا تعليميا و ثقافيا حضريا و مدنيا ” و قضية لحراطين المعقدة و المستفحلة و المتفاقمة بفعل أداء السلط و الأحكام المتعاقبة سياسيا و إجتماعيا ثقافيا و إقتصاديا و ديمغرافيا و إستشرافيا .
و عليه سنظل ندافع عن عروبة لحراطين مكمن عروبتنا كما ندافع تماما و بنفس القوة عن جوهر قضينا و باكورة نضالنا الرق بجميع صوره و أشكاله القديمة و الحديثة مربط مجدنا و عزنا وشرفنا .
و لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على ربي .

نقلا عن صفحة الدكتور السعد لوليد

شاهد أيضاً

المورابطون بنتزعون تعادل ثمين من أمام اسود الأطلص

حسم التعادل السلبي، مباراة  المنتخب الوطني، ونظيره المغربي في إطار أيام الفيفا.  المباراة التي احتضنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *