حقائق قد لا يعلمها البعض عن الرئيس المصطفى ولد محمد السالك ؟

بادئ ذي بدء لا أريد الحديث عن الجانب السياسي للمرحوم لأن ذلك ليس من تخصصي و سأتركه للسياسيين و لمن عاصروه في ذلك العهد ، بل غرضي من هذه الكتابة هو تسليط الضوء على الجانب الديني و الإجتماعي للمعني بشكل خاص ، والتعريف بشخصيته كقائد سابق بشكل عام .

ولد الرئيس المصطفى ولد محمد السالك ولد باب ولد الناجي الولاتي في قرية واد آمرجل الجميلة التي أسسها آباؤه و أجداده و أبناء عمومته من قبيلته شمال شرق مدينة كيفة مع مطلع القرن الثامن عشر ، و نشأ في أسرة كريمة عرفت بالشهامة و الصدق و الكرم ، فتعلم القرآن و حفظه ، ودرس العلوم الشرعية وتفرغ لطلب العلم ثم التحق بالتعليم الأساسي و الثانوي في المدارس الفرنسية ، وقد كان ينجح بتفوق في جميع مراحل الدراسة حتى نال رضى جميع المدرسين و التربويين أنذاك من الزنوج و النصارى و غيرهم ، وكان يحصل على كثير من التهاني عند تجاوزه لكل قسم و أصبح مثلا حسنا يضربه طاقمه التعليمي و أصدقاءه عند الحديث عن المعرفة وحسن الخلق .
و كان أول ضابط إفريقي و عربي يحصل على المرتبة الأولى في الأكاديمية العسكرية للمشاة في فرنسا برتبة ملازم ، و أول ضابط أجنبي ينال تهنئة من وزير الدفاع و الرئيس الفرنسي دي غول .
و في الذكرى الثانية لتأبينه قال عنه العلامة محمد الحسن ولد الددو : أعرف الرئيس المصطفى و أنا صغير عندما كان يأتي للعلامة ولد عدود و يأخذ منه العلم و يجالسنا ولا نراه إلا يصلي أو يتلو القرآن ، يقول الددو ما أطيبه رجل و ما أجمله و ما أبسطه .
و لما سئل الدكتور ولد أحمد عيش عن الرئيس المصطفى قال أنا أحتفظ بخطه الجميل و أعتبره أهم شهادة حصلت عليها في حياتي .
وربى أبناءه و بناته أحسن تربية و لله الحمد فكلهم لديه مايقارب النصف على الأقل من القرآن الكريم ، وكلهم دكاترة في مختلف التخصصات الهامة من بينها المعلوماتية والرياضيات ، الفيزياء و الكيمياء ، البيولوجيا و البئة ، الإقتصاد الدولي و العلوم السياسية ……. .
أما المسألة الأهم في حياته فهي ورعه وزهده في الدنيا فكان يقوم الليل و يصوم و يتصدق و يؤدي مناسك الحج و يصل الأرحام و يقدر أهل العلم و يبحث عنهم و يجالسهم و يأخذ منهم ، وكان يرابط في المساجد ، و يتلو القرآن ولا يفارق المصحف ، إذا جئته في المنزل فستجده في ثلاث حالات إما راكعا أو ساجدا أو يتلو القرآن ، و إن لم تجده في المنزل فغالبا ما يكون معتكفا في المسجد ، و إن لم تجده في الأولتين السالفتي الذكر فإنه خرج لصلة الأرحام و للتصدق على الفقراء و المساكين ، و إن لم يكن كذلك فقد خرج لحل مشاكل عالقة و معقدة لأسر من قبيلته ، أو من قبائل أخرى بلغ بها ، أو طلب منه تسويتها .

فقد كان رحمه الله شجاعا ، صديقا ، بسيطا ، نزيها ، عدلا ، ورعا ، تقيا ، محسنا ، ذو أخلاق رفيعة ، حكيما ، عاقلا ، فطنا .

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *