تناقلت عدة وسائل إعلامية في الأيام الأخيرة صورا لسيدة – ومن بينها صورة في حوض الحمام- قُدمت على أنها المدعوة “حسناء آيت بولحسن” التي قتلت خلال اقتحام القوات الفرنسية في ضاحية سان دوني يوم الأربعاء في إطار حملة المداهمات عقب اعتداءات باريس. لكنها في الواقع صورة لسيدة مغربية نشرتها بالخطأ الصحيفة البريطانية Daily Mail. هذه الصورة التي نشرتها Daily Mail في 19 تشرين الثاني/نوفمبر تناقلتها وسائل إعلامية عديدة وراجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أساس أنها صورة حسناء آيت بولحسن وهي تستحم. “هذه الصور الاستثنائية تظهر عليها هذه “الجهادية” التي كانت تحب التسلية والسهر والتي أصبحت أول امرأة انتحارية في أوروبا. وكما قال شقيقها، فهي لم تكن تهتم بالدين ولم تقرأ القرآن أبدا”، هذا ما كتبته الصحيفة في تعليقها المرافق للصورة.

صورة الشاشة التي نشرها مراسل الصحيفة عبر تويتر.

هذه الصورة الثانية هي “سيلفي” لنفس الفتاة التي قيل إنها حسناء آيت بولحسن.

في الواقع، هذه الصور هي لفتاة اسمها نبيلة تعيش في مدينة بني ملّال بالمغرب وهي مدربة في مدرسة لتعليم قيادة السيارات.

وقد أكدت هذه السيدة في مقابلة بالفيديو أجراها معها موقع اليوم24 أن صورتها في الحمام باعتها إحدى صديقاتها لصحافي وأن صورتها “السيلفي” مع شخصين قد أخذت من صفحتها على فيس بوك.

“الصور هي صوري ولكن ليس لها علاقة بتلك المرأة. والصور كانت عند صديقة لي بفرنسا، وهي حسودة وكانت بيننا مشاكل. والناس يعرفونها في فرنسا، وهي تدعى فوزية وتتناول الأدوية لأنها مريضة نفسية. وقد باعت صوري لصحافي نشرها مدعيا أنها صور حسناء آيت بولحسن.”

وفي هذا التسجيل، تقول هذه الفتاة المغربية (نورد كلامها بالفصحى) إنها مرعوبة من انتشار صورها في وسائل الإعلام في العالم كله: “الناس لا يتوقفون عن الاتصال بي وأنا أطلب من السلطات المعنية أن تجد لي حلا. أنا خائفة ولا أدري ماذا أفعل. أنا أعيش في رعب. ورؤية صورتي في مقالة تتحدث عن إرهابية..شيء صادم.”

صورة نبيلة على الصفحة الأولى لصحيفة New York Post.

وأشارت هذه الفتاة في مقابلة أخرى إلى أنها تلقت اتصالا من قسم تحرير Daily Mail وتلقت اعتذارا عن هذا الخطأ. وقد سحبت هذه الصحيفة الصور من موقعها ولكنها لم تنشر حتى الآن أي بيان للاعتذار.

فرانس24 حاولت الاتصال بصحيفة Daily Mail لمعرفة تعليقها على هذه القضية لكن دون جدوى حتى الآن.

وتتصدر هذه الصحيفة اليوم جدلا آخر في فرنسا. فمساء يوم الاثنين، بث برنامج Le Petit Journal الخاص بقناة Canal+ تصويرا بالكاميرا الخفية لمدير Casa Nostra، وهو أحد مطاعم الدائرة 11 في باريس الذي تعرض للاعتداء في 13/11/2015، وهو يبيع صور كاميرا المراقبة التي يظهر عليها الجهاديون وهم يطلقون النار على زبائنه. وقد دامت صفقة البيع 12 ساعة وانتهت بأن بيعت التسجيلات بمبلغ 50000 €.

وفي اليوم التالي لعملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة في ضاحية سان دوني، جرى الحديث خطأ عن حسناء آيت بولحسن على أنها انتحارية. لكن هذه الفتاة –وهي قريبة عبد الحميد أباعود- قد ماتت مختنقة بسبب انفجار انتحاري لم يتم التعرف على هويته في شقة سان دوني. وتشير كل الدلائل على أن هذه الفتاة كانت تعرف مدى تورط قريبها في اعتداءات 13/11/2015 ولكنها “فضلت التراجع والهرب”، كما أشار النائب العام لباريس السيد فرانسوا مولانس يوم 13/11/2015.