الثروة الحيوانية فرس الرهان

علاقة الموريتاني بالتنمية الحيوانية قديمة ومتجذرة في المجتمع بكل أطيافه وشرائحه ومكوناته وهذا مافهمه المستعمر الفرنسي الذي خلْف وراءه بعض حظائر تلقيح الحيوان ونواة بيطرة في بعض نقاط التجمع الحيواني في مناطق متفرقة من البلاد
تلك الثروة التي تقدرها الجهات المعنية في وزارة التنمية الريفية بحوالي 12.000.000 رأس منها 1300000 رأس من البقر 1050000 من الإبل، يجزم مسئولوا رابطات التعاونيات الرعوية (GNإP) أن هذه الثروة لا تقل عن 2.731.000 من الإبل، و1.806.000 رأس من البقر،و28.713.000 من الغنم، ولن يتسنى معرفة العدد الإجمالي إلا بعد إحصاء دقيق تتكاتف فيه جهود الجهات الرسمية وإتحادية المنمين، ويعتبر إستحداث قطاع يعنى بالبيطرة لفتة مهمة تعكس إهتمام السلطات العليا في البلد بهذا القطاع بإعتباره ركيزة أساسية لإحداث تنمية إقتصادية وإجتماعية كبرى ، ومع أن هذا القطاع يوفر 253.000 فرصة عمل و يساهم بنسبة 13% من الناتج المحلي الداخلي الخام مقابل 3% فقط لقطاع الزراعة فإنه لم يحظ بالإهتمام اللازم في السياسات الإقتصادية منذ نشأة الدولة الموريتانية رغم أن موريتانيا لم تحقق إكتفاء ذاتيا إلا في اللحوم الحمراء ورغم ذلك بقيت الثروة الحيوانية تسير بعقلية المنمي البدوي وأستغلت إستغلالا غير مبرمج ولامعقلن وهو ما تنبه له الرئيس محمد ولد عبد العزيز برؤية إستشرافية ترى في الثروة الحيوانية صمْام الأمان في نظام إقتصادي متقلب فأستحدث قطاعا للبيطرة يعنى بتطوير وتحديث وعصرنة الثروة الحيوانية ولتحقيق هذا الهدف تم تجديد هيئات إتحادية المنمين لتضطلع بدورها التحسيسي والتوعوي والتنظيمي خاصة فيما يتعلق بتغيير عقليات المنمي وهذا ماأكده الرئيس الجديد لإتحادية المنمين السيد ولاد ولد حيمدون بعد إنتخابه ويعكف مكتب الإتحادية الجديد على تحضير أيام تفكيرية حول الإستراتجية المثلى لترقية القطاع بالتعاون مع وزارة البيطرة والممولين والمجتمع المدني لرسم خطة وطنية وأهداف تنموية تحمي وتنمي الثروة الحيوانية من خلال توجيه استثمارات جديدة للقطاع لإنجاز مشاريع عملاقة، وهيئات تمويل تقدم قروضا للمنمين لتطوير إنتاجية هذا القطاع والعمل على تغيير عقلية المنمي، والرفع من الإنتاجية وتشجيع بناء مصانع للألبان ومشتقاتها ومسالخ لتصدير للحوم الحمراء .وضرورة إنشاء صندوق لدعم التنمية الحيوانية وبناء وحدات إنتاجية متخصصة بالألبان ومشتقاتها وتبقى الثروة الحيوانية فرس الرهان الرابح والمنقذ من الأزمات الإقتصادية إذا ما أحسن إستخدامها

محمد ولد عبد القادر ـــمركز الكرامة للدراسات