نحن واليمن (تدوينة)

عبد الله ولد سيديا_8

الدفاع عن المقدسات في وجه المد الفارسي الصفوي الشيعي هو آخر المسوغات التي يبرر بها أصحاب فطرة” العام زين وخريف” مشاركة جنودنا في الحرب الدائرة في اليمن، بعضهم استبد به الحماس ليتهمنا بالتقاعس والخذلان عن مد يد العون لإخوة الدم والمصير.
طبعا من يسمع هذه الحجج الواهية سيعتقد بأن موريتانيا تطل على مضيق باب المندب وليست دولة بعيدة في أقصى الشمال الغربي لقارة لايعرفها الكثير من اليمنيين، من يسمع هذه الموجة من التطبيل للزج بجيشنا المسكين في المستنقع اليمني الآسن سيعتقد جازما أن المد الشيعي الصفوي يكاد يقتلع الإسلام السني من جذوره في موريتانيا، بعضهم كان طريفا في تأكيده على أن الشيعة باتوا خطرا داهما على الأمن العقائدي في موريتانيا وكأن عدد الحسينيات في أنواكشوط أصبح يضاهي عدد المساجد.
سيذهب بهم الحماس كل مذهب لتبرير بيع شرف جنود وضباط الجيش الوطني مقابل حفنة دولارات
يسرقها لصوص تعودوا النشل باسم هذا الشعب الفقير المغلوب على أمره.
ستسمعون في قادم الأيام عن الخلايا الإيرانية النائمة، وعن الفتاوى التي لاتعترف بالجغرافيا وتجعل ” الجهاد في اليمن فرض عين على الموريتانيين وفرض كفاية على باقي العرب”
سيخبرونكم بأن كل من يعارض هذه الصولة الجهادية مارق من الدين والملة يدين بالولاء للولي الفقيه.
هذه عاداتهم في قلب الحقائق وتبرير وحشد كل الإمكانيات فقط للحصول على الدولارات.
لا أتمنى لجيشنا أي مكروه حيثما حل وأرتحل، لكنني أعرف أنهم سيذرفون دموع التماسيح على الصناديق المغطات بالعلم الموريتاني عندما تفد تباعا على المطار
قادمة من معترك الحرب اليمنية، سيخبرونكم أنهم شهداء ماتو دفاعا عن الوطن، لكنهم أيضا سيسرقون ثمن حليب أطفال الشهداء ستكون المهمة قد أنجزت، حفنة من الدولارات في جيوب لصوص الوطن وأرامل تبكي عاديات السياسة.

الكاتب الصحفي عبد الله ولد سيديا

 

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *