المورابطون…..

 

 تطلق “المرابطون” علي المنتخب الأول بموريتانيا، وهي التشكلة الممثلة للدولة الموريتانية في كافة المحافل الدولية والقارية باعتبارها واجهة البلد الكروي، ونتاج تقدمه.

 

وترمز الكلمة إلي العمق الإسلامي والحضاري للدولة الموريتانية لحمل المنتخب اسم الدولة التي وحدت الجميع علي أسس من العقيدة الإسلامية والأخوة بعيدا عن النزعة العرقية أو الفئوية أو الجهوية التي كانت سائدة قبل وصول عبد الله ابن ياسين ورفاقه إلي المنكب البرزخي.

 

تم تأسيس المنتخب الأول في السنوات الأولي لتأسيس الدولة، وتفاوت الاهتمام به مابين منبهر بالتجربة ومناهض لها، وسط تحقيق انتصارات مهمة وتسجيل اخفاقات قاتلة في بعض الأحيان

 

 مع وصول الجيش للسلطة كان للحراك الكروي دوره مع نجم الكرة شيخا ولد بيده الذي بات اليوم برأي الجيل الجديد أيقونة الكفاح من أجل النهوض بالقطاع الرياضي بموريتانيا بعد أن كرس حياته لخدمة الشباب وكرة القدم علي وجه الخصوص، قبل أن يختطفه الموت ولما يكمل مشواره.

 

كانت التسعينات فرصة ملائمة لظهور جيل كروي ممتاز اعتبر الأحسن بتاريخ البلد، غير أن الفساد والإهمال الذي ضرب الاتحادية الوطنية لكرة القدم ساعتها أفقد الجيل الكروي قدرته علي الاستمرار وبث الخيبة في صفوف اللاعبين الذين حطموا أرقاما قياسية وقادوا البلاد إلي مصاف الدول المائة الأكثر أهمية في عالم الكرة.

 

 انقرض الجيل الكروي الرائع واستمر الفساد والضعف طيلة العقدين الماضين، لتدشن موريتانيا أسوء مرحلة كروية في تاريخها جعلت من الاستثمار في الكرة مضيعة للوقت.

 

قررت الاتحادية الوطنية لكرة القدم الانسحاب من كافة المنافسات الدولية والقارية بعد أن رفضت الحكومة منحها 5 آلاف دولار في أسوء موقف تعيشه البلاد منذ استقلالها عن فرنسا 1960.

 

 حزم أغلب اللاعبين أمتعتهم وقرروا الذهاب إلي “نقطة ساخنة” أو “شارع الصيادين” بعد أن باتت كرة القدم بموريتانيا مضيعة للوقت ومسبة للعاملين فيها خصوصا من أبناء الأسر النافذة.

 

ومع انتخاب الاتحادية الجديدة بدأت مساعي العودة للواقع من خلال تأسيس المنتخب الوطني الحالي، مع حرب دبلوماسية طاحنة داخل أروقة الكاف والفيفا من أجل إنهاء سنوات الحرمان المفروض بقوانين صارمة لامكان فيها للضعاف أو المترددين.

 

 تحقق الحلم بعد أن سمح “الكاف” (الإتحاد الإفريقي للعبة) لموريتانيا بخوض تصفيات أمم إفريقيا 2015 ذات الأدوار الثلاثة، وتحقق الحلم الأكبر بحضور موريتانيا داخل “الشان” علي حساب دول عريقة في عالم الكرة وذات أندية فاعلة ومؤثرة في القرار الكروي بالقارة.

 

كلف “باتريس نيفه” العجوز الثائر بإعادة بعث الأمل في الكرة الموريتانية بمبالغ أسالت لعاب الكثيرين وأثارت الكثير من الأقلام، لكنها صنعت الفرحة للآلاف في شوارع العاصمة ومدن الداخل في مشهد أجبر الجميع علي إعادة ترتيب أولوياته ليعطي من وقته وماله للتشكلة صاحبة المكانة والتأثير في النفوس. عادت ترانيم المجد الكروي صريحة علي أقدام “آدما با” الرائع الذي ترك العيش الرغيد بعاصمة الأنوار، والعقد الضامن له من أجل اللعب في أدغال القارة الإفريقية مستبشرا بخضرة علم زهد فيه الكثيرون.

 

ولم تشغل المكانة الاجتماعية والمال والدراسة بمعاهد ابريطانيا “أحمد ولد أحمدو” عن ملعب العاصمة المتواضع، وفضل المقام في “مونتل” لعدة أسابيع عن التجول ليلا في العاصمة أو الالتحاق بأمه ذات الأثر الكبير علي مشواره الناجح داخل وخارج البلاد.

 

ولم يكن “عمر أنداي” الداعية الخلوق بأقل شأنا من رفاقه وهو يرفض الاستكانة للمرض الذي ألم به قبل مواجهة موريس في مشهد أثر في نفوس رفاقه والقائمين علي الاتحاد الكروي حينما غادر المستشفي إلي الملعب قائلا إنها لحظة لا يمكن التفريط فيها، والعلاج بعدها يمكن أن يستمر.

 

اليوم يقف المنتخب علي أبواب مرحلة جديدة في مواجهة بالغة الصعوبة والتعقيد بغينيا الاستوائية معززا بطاقم إداري يحبس الأنفاس في انتظار ما سيقرره “اسماعيل جاكيتا” ورفقيه “بسام” علي أرضية الملعب في مواجهة قد تصنع المستقبل للجيل الحالي، وقطعا ستمنح السعادة للآلاف من الموريتانيين.

 

ولم يكن “عمر أنداي” الداعية الخلوق بأقل شأنا من رفاقه وهو يرفض الاستكانة للمرض الذي ألم به قبل مواجهة موريس في مشهد أثر في نفوس رفاقه والقائمين علي الاتحاد الكروي حينما غادر المستشفي إلي الملعب قائلا إنها لحظة لا يمكن التفريط فيها، والعلاج بعدها يمكن أن يستمر.

 

اليوم يقف المنتخب علي أبواب مرحلة جديدة في مواجهة بالغة الصعوبة والتعقيد بغينيا الاستوائية معززا بطاقم إداري يحبس الأنفاس في انتظار ما سيقرره “اسماعيل جاكيتا” ورفقيه “بسام” علي أرضية الملعب في مواجهة قد تصنع المستقبل للجيل الحالي، وقطعا ستمنح السعادة للآلاف من الموريتانيين.

1504299_717860191582205_1463236434_o

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *