رشيد مصطفى الملقب (الراجل) وطلاسم الإختفاء !

rachiid-768x409

 في ستينيات القرن الماضي رزقت أسرة موريتانية محافظة بولد أرادت له أن يكون رجلا فسمته (الراجل ) ، وتنبأت برشده واصطفائه فلقبته رشيد مصطفي
كغيره من أبناء قبيلة تجكانت العتيدة ــ التي ساهمت بإشعاعها المعرفي والعلمي في إرساء مفهوم الدولة الشنفيطية ــ تلقى الطفل المصطفى تعليمه في كتاتيب ولاية العصابة وسط موريتانيا حيث ولد وترعرع ، وكان والده الفقيه العلامة الشيخ عبدَه ولد المصطفَ المعلم الأول له حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم الرسم والتجويد وتلقى العلوم اللغوية والفقهية، ودرس بالمدارس المحلية النظامية.
بعد رحلة الدراسة بدأ “رشيد مصطفي ” رحلة عمل أتبع فيها أترابه من الشباب الموريتاني الهارب من شبح البطالة فهاجر من وطنه بداية الثمانينات حالما بغد أفضل
فتحت الدنيا أبوابها للفتى الطموح فتقلب في أصنافها وتنقل بين بلدان العالم سفير تجارة وسلام يحمل علم بلاده التي ملأت قلبه حيث أقام في كل من” غينيا بساو” و”غينيا كوناكري” وفريتاون” ومنوروفيا” و”واكادوكو “كرجل أعمال لديه رخص استيراد وتصدير
وتردد علي “هونكوك ” وأبرم اتفاقيات لتصدير واردات متنوعة ظل يوردها طيلة عقد الثمانينات لحكومات أفريقية .
لم تسلم طريق الشاب الموريتاني من مطبات استهدفت قطع الطريق على حلمه في دخول عالم المال والأعمال كرقم صعب في المعادلة الدولية فأوقفت حكومة “سراليون”في الثمانينات رخصة تجارية بعد ملاحظة توجه بعض وارداته للمعارضة “لليببرية “الحاكمة حاليا
ثورة الطموح……
انضم مصطفى لثوار” ليبيريا “كمورد حصري للمواد للغذائية وقطع الغيار وتلقي تدريبات عسكرية أساسية وعليا في صفوفهم
تدرب كطيار مروحيات عسكرية وتعرض لحادث سقوط مروحيته التي قفز منها فأصيب بجرح في ساقه الأيمن وبعد وصول المعارضة لليبرية المسلحة للحكم انسحب من الساحة لليبيرية وهو يحمل رتبة عسكرية برتبة عقيد وشهادة طيار مروحيات عسكرية
في السنوات الأولى بدأت علاقته بأنغولا من مدينة كابيدا أثناء الحرب الأنغولية ,و كابيندا”هي مدينة البترول والأحجار الكريمة فعمل كرجل أعمال مورد من هونكوك للمنفذ البحري الوحيد بآنغولا الذي كان آمنا نسبيا
قدم تجهيزات 52 (دراجة دورية ) كهدية لشرطة كابيندا لأول مرة في تاريخها
أسس شركة أبترام للطيران( شحن جوي) مع بعض الشركاء الأجانب التي عملت علي خط” كابيندا ” كنشاسا وميامي الأمركية
وعملت شركة أبترام للشحن الجوي داخل آنغولا وخارجها وكان سبب إنشائها تأمين شحن من وإلى آنغولا التي كانت طرقها البرية غير آمنة بسبب الحرب
تردد على أمريكا وتعلم الإنجليزية ونخرط في دورات علوم اقتصادية وإدارية ووقع اتفاقية في نهاية التسعينات مع قيادة “يونيتا ” المسلحة المعارضة التي تقطع الطريق بقوة بين كابيندا ولوواندا تسمح فيه يونيتا بمرور كل الشاحنات التابعة لمجموعة السيد رشيد بالمرور ذهابا وإيابا بين لوواندا وكابيندا
قربته قيادة آنغولا السياسية الحاكمة حاليا كرجل أعمال مميز ثم عملت شركة أبرام بالتفاق رسمي مع كابيلا اللأب في كنشاسا وقد قدمت خدمات لوجستية له
دفع الرجل ثمن تعاطفه مع القضايا العادلة حيث أسس عام 2000 مع رجال أعمال خليجيين شركة طيران كانت تنوي العمل بين دبي وبغداد لكن الأمم المتحدة سحبت الٍإذن الذي كان جاهزا للشركة بسبب إهدائها طائرة خاصة للرئيس العراقي الشهيد صدام حسين عام 2000
سياسة حطمت الآمال !!!!
بعد نجاحه في عالم السياسة والأعمال قرر مصطفي دخول السياسة بعقلية جديدة لا تعرف الحدود فاتجه عام 2007 إلى العمل السياسي في وطنه وترشح لرئاسيات 2007
وفي 2008 وبعد أنقلاب 6 أغشت خاض معركة سياسية قوية ضد الإنقلاب واجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة وبالأمانة العامة للإتحاد الإفريقي طالبا عدم تمرير الإنقلاب
علي صخرة سياسية تحطمت آمال الشاب بعد ماتجاوز مايراه بعض دول الجوار خطوط حمراء وتحدث عن قضايا ظل سياسيو منطقته يحومون حولها دون أن يقعو فيها
من اغتال الحلم ؟
في فجر 21-05-2010- صرح مطار لوواندا أنه فقد الإتصال بطائرة رشيد مصطفي ولايزال البحث جاريا عن الطائرة التي تشير كل الدلائل علي عدم تحطمها وتعززت فرضية توقيف أجهزة إرسالها بفعل فاعل بهدف تغيير مسارها لجهة مجهولة
وبينما فضلت بلاده موريتانيا سياسة الصمت واصلت السلطات الأنغولية التحقيق بتكتم شديد كشفت بعده لجنة المتابعة واللجنة اللحزبية عن تجميع سيل من المعلومات يؤكد المؤامرة
كما أشارت كل الإحتمالات إلي أن ضلوع جهات كبرى في المنطقة الإفريقية والمغاربية بشكل عام في المؤامرة يبقي واردا مالم تتكشف الحقيقة بالكامل
لكن السؤال الكبير الذي طرحه اختفاء الشاب الموريتاني ولازال يبحث عن جواب هو من خطط لإختفاء إسطورة الملاحم هذه ؟ ومن نفذ نظرية المؤامرة ؟ وما الدافع من وراء ذالك
طلاسم الإختفاء !!!!
منذ صبيحة الإغتيال بدأ الحديث عن مؤامرة من بعض دول الجوار لإغتيال حلم “الرشد والأصطفاء ” وأكدت مصادر مقربة من رجل الأعمال الموريتاني المحتفي أنه ظل على امتداد السنوات الأحيرة قبل اغتياله هدفا لمتابعة جهاز الإستخبارات لإحدى الدول العربية المجاورة لموريتانيا بعد أن رفض طلبا لها بتوظيف علاقاته في آنغولا لسحب آنغولا اعترافها بإحدي الدول
وأكد الحزب الموريتاني للتجديد الذي يرأسه رشيد مصطفي في بيان إصدره بعد حادثة الإختفاء أنه ورغم استبعاده لتورط الدول المغبرية المباشر في حادثة اختفاء زعيمه فإن التحقيق في هذا الإحتمال قاده لمعرفة أسم ضابض من ضباطها تم تكليفه بملف رشيد يدعي( ولد اجميلي )
اليوم وبعد سنوات من الإختفاء لازالت أسرة رشيد مصطفيى وذووه ينتظرون عودته بعد ماتحدثت مصادر عدة عن سلامته وبقائه على قيد الحياة بعد سنوات من عملية الإختطاف حيث نقلت مصادر إعلامية موريتانية عن رجل أعمال كويتي يدعي ياسين أن جهات استخباراتية عرضت عليه ترتيب زيارة له مع رجل الأعمال الموريتاني رشيد مصطفي المفقود منذ فترة
ويرتبط رجل الأعمال الكويتي بصداقة حميمية مع رجل الأعمال الموريتاني وكان علي وشك أن يدخل معه في شراكة تجارية حين كانا يقيمان معا في برج خليفة بدبي وقبل أن يسافر في رحلته التي اخططف فيها
ويؤكد رجل الأعمال الكويتي أن رجل الأعمال الموريتاني رشيد مصطفي علي قيد الحياة بعد أن شاع في الأوساط الموريتانية أن عصابات من المافيا اختطفته وقامت بقتله
وقال رجل الأعمال الكويتي أنه رد علي طلب الجهات أنه سيقوم بزيارة لرجل الأعمال الموريتاني أذا وجد أشخاصا من عشيرته يوثق فيهم يرافقونه إلى حيث يوجد
وبين تطمينات السلامة وكواليس المفاجآت يري مراقبون أن جهدا رسميا من الدولة الموريتانية كاف لفك طلاسم لغز مصطفي المحير وهو ما ينتظره محبوه

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *