تركيا بين شعارها و(شعار رابعة)!

IMG_201608225_030748

وجدت وسائل الإعلام التركية نفسها في موقع “التبرير والدفاع” في شأن استخدام (شعار رابعة)، المتمثل بأصابع اليد الأربعة، “خنصر، بنصر، وسطى، سبابة”، حيث ثارت تساؤلات عن استخدامه في شكل متكرر من جانب الرئيس التركي ومواطنيه منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة وارتباط ذلك بالإخوان المسلمين في مصر.

ورفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (شعار رابعة) أكثر من مرة خلال الساعات التي تلت محاولة الانقلاب عليه، كما رفعه مرات عديدة، الأمر الذي عرّضه لهجوم من إعلاميين مصريين بدعوى أنه يشير إلى الشأن المصري الخارجي ويعيد التذكير بأحداث الثالث من يوليو، حيث تمت الإطاحة بحكم الإخوان. 

وفي رد على تلك الهجمات والتساؤلات، وتأكيد أن الإشارة شأن تركي خالص، بادر الرئيس التركي في خطاب يوم 18 الشهر الماضي لشرح معنى العلامة قائلًا: “تذكروا شعارنا شعار رابعة: أمة واحدة، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة”، وهو ما يكشف أنه لا علاقة له بمصر ولا بفض اعتصامي رابعة والنهضة. 

اختلاف الروايات

وفي تقرير لها بثته يوم الجمعة، فإن وكالة (الأناضول) التركية، قالت إنه  مع بداية ظهورها، قبل 3 سنوات اختلفت الروايات حول مدلول شارة “رابعة”، إلا أنه أصبح هناك الآن شبه اتفاق، على أن تلك الشارة أصبحت أيقونة عالمية للتعبير عن “رفض الانقلابات” على الأنظمة الديموقراطية.

وأشارت إلى أن الشارة ظهرت عقب سقوط مئات القتلى، لدى قيام قوات من الجيش والشرطة المصرية، بفض اعتصامين لأنصار محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب في البلاد)، في ميداني “رابعة العدوية” شرق القاهرة و”نهضة مصر”، غرب العاصمة؛ في 14 أغسطس 2013، وإن كان البعض يقول إنها ظهرت قبل ذلك بأيام، ولكن داخل ذات الاعتصام. 

رفض الانقلاب

وتابعت الوكالة: وبعد ذلك، دأبت المظاهرات التي ينظمها مؤيدو مرسي في مصر وفي مختلف دول العالم، على رفع الشارة، لتصبح رمزاً، لـ”رفض الانقلاب، وللتضامن مع شرعية مرسي”.

وقالت: على مدار 3 سنوات استطاعت شارة “رابعة”، أن تنضم إلى الشارات الرمزية العالمية التي ابتكرتها توجهات إنسانية مختلفة في ظروف وأوقات متباينة، منذ بداية القرن الماضي (العشرين)، وأشهرها شارة “النصر” الشهيرة التي يُرمز لها بالحرف (V) باللاتينية، باستخدام إصبعي الوسطى والسبابة، وشارة “القبضة”، المعبرة عن القوة في مواجهة الأنظمة المستبدة.

تعدد الروايات

وعند البحث في أصل التسمية لكلمة “رابعة”، تعددت الروايات بهذا الشأن، حيث نسب البعض التسمية إلى الإشارة لاستكمال مرسي ولايته الرئاسية المقررة بأربع سنوات (أكمل سنة واحدة قبل انقلاب الجيش عليه)، بينما أرجعها البعض إلى اسم الميدان الذي انطلقت منه الاعتصامات بعد الانقلاب، فضلاً عن وجود روايات أخرى تتحدث عن تفسير لكل إصبع من الأصابع الأربعة. 

وتقول (الأناضول): ومع ذلك تجلّت “عالمية” الشارة، في أكثر من مناسبة ومقام، كان أحدثها تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بها في خطابه الجماهيري لمستقبليه من الشعب التركي، بمطار “أتاتورك” الدولي، بمدينة إسطنبول، في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو الماضي. 

وقال: ومن بعده، خرج الأتراك في الشوارع، تلبية لدعوته رافعين الشارة ذاتها، ليس تضامناً مع ضحايا رابعة العدوية في مصر وحسب، وإنما للتعبير عن رفضهم لمحاولة الانقلاب في بلادهم. 

ثوابت تركية

وفسر أردوغان الشارة وفقاً للحالة التركية، معتبراً أن كل إصبع يشير إلى أحد الثوابت الوطنية، وهي، “شعب واحد وعلم واحد، ووطن واحد، والدولة الواحدة”. 

وتشير الوكالة إلى أنه بعيداً عن مصر وتركيا، ففي فبراير 2014، رفع عضو المجلس الرئاسي البوسني بكر علي عزت بيجوفيتش شارة “رابعة”، وفي نفس الشهر من العام، رفعها المستشار السياسي للرئيس السنغالي السيد علي الدين، وذلك تضامنًا مع أنصار “مرسي”. 

وختمت قائلة: وحتى خلال الهبة، التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أكتوبر 2015، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة، شوهد أطفال فلسطينيون يرفعون شارة “رابعة” في وجه الاحتلال، بحيث بدأت الشارة تسرد قصة الشعوب المناهضة لسلطات تتنكر لحقوقها. 

 

 

شاهد أيضاً

قائمة التعينات في مجلس الوزراء اليوم

قائمة التعينات في مجلس الوزراء اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *