مواسم الافتراء

IMG_٢٠١٧٠١٢٨_١٤٤٧٠١_٤٥٢

كما قلنا في السابق يقول مؤسس ألمانيا أوتوفون بسمارك:
“إن الجغرافيا هي العنصر الثابت في السياسة، فإذا كان من الممكن تغيير باقي المعطيات، فإنه من الصعب المساس بالعنصر الجغرافي الذي يفرض على الدولة أوضاعا معينة، من بينها أن الإنسان لا يمكن أن يختار الجيران، بل إن الجغرافيا هي التي تحدد ذلك”.
واذا كان الواقع الجغرافي بهذا العناد، فإنه من الحكمة العمل على التعايش مع الجيران وتفضيل الطرق السليمة لحل الخلافات معهم.
ليس من مصلحة موريتانيا أن تخسر أيا من جيرانيها، خاصة السنغال وإذا كانت لنا مصالح في غامبيا فمصالحنا مع السنغال أكبر.
قد تبحث السنغال عن مصالحها في غامبيا وهذا حق مشروع.
وقد نبحث عن مصالحنا في غامبيا وهذا حق مشروع.
فالبحث عن المصالح لا يفسد للود قضية.
ليس من مصلحة موريتانيا دعم “حركة القوى الديمقراطية لكازامانس” الانفصالية، وليس من مصلحة السنغال دعم حركة “افلام” الانفصالية.
قدر البلدين أن يتعايشا بسلام، لكن حركة “افلام” ما فتئت تضرب الإسفين تلو الإسفين بيننا مع السنغال، ولم تفوت فرصة إلا استغلتها لضرب علاقتنا الضاربة في القدم مع السنغال.
ركبت افلام موجة انقلابات الزنوج في المنتبذ القصي وما صاحبها من اعتقالات وتصفيات، وحرضت النخب والعامة في السنغال حتى كانت أحداث 1989.
ومن الغريب في دعاية افلام في الغرب أنها صورت المسفرين من رعايا السنغال إبان تلك الأحداث على أنهم ضحايا الاستعباد وهي دعاية انخدع بها كثيرون منهم الدكتور عدنان ابراهيم!
واليوم تركب افلام موجة الرق وتستغل بعض السذج من خلال بعض قنوات الفتنة في السنغال وبعض الدول الإفريقية، حتى إن الأمر وصل إلى التحريض السافر للحراطين على البظان في حرب ستكون في صالح افلام من خلال ضرب المكونين بعضهم ببعض.

لقد ساد في المجتمعات البولارية والسونونكية والولفية، نمط من الرق لم يعرفه مجتمع البظان يقوم على التمييز الطبقي الصارخ في كل شيء حتى في المقابر فالعبيد لا يدفنون مع النبلاء.
فلماذا لم تتناول قنوات التحريض العبودية في هذه المجتمعات والتى ما زالت سائدة حتى يوم الناس هذا؟!

عند “الهالبولار: توجد طبقة ماكوبي وهالفابي أي طبقة العبيد، فأبناء “هالفابي” من العبيد، يمنع عليهم الجلوس مع أسيادهم على فراش واحد ، كما أن لهم مقابر خاصة، فالعرف السائد لدى “البولار” أن تكون للأسياد مقابرهم ،لأنهم يعتبرون دفن الأسياد مع العبيد إهانة لموتى النبلاء.
وما زال من التقاليد المتبعة عند تزويج فتاة أرستقراطية من “الهالبولار” أن تستلم هدية عبارة عن فتاة أخرى من العبيد ترافقها في حياتها وتخدمها.

عند “السونينكى توجد طبقة الـ”كومو” أي طبقة العبيدالسونينكى، وألقابهم هي كوليبالي، جارو، جالو، كوناتي، اتراورى، أجرا، وهي طبقة سفلى مغلقة على نفسها لا يمكنها التزاوج خارج إطارها الضيق وتسكن حيا خاصا بها وتقيم به مسجدها الخاص، ومقبرتها.

وعند الوولوف توجد طبقة “جام” وهي طبقة العبيد المطحونة، وأصل “الجام” حسب الميتولوجيا الوولفية يعود إلى زواج بين رجل ميت وامرأة حية، لذلك يحرم بتاتا على أي شخص ينحدر من الطبقات الأخرى أن يتزوج في هذه الطبقة المخوفة.
ويقسم العبيد “جام” حسب الوظائف فمنهم: جام بور “عبيد القصور المرتبطين بالأسر الأميرية”، جام جدو “عبيد الأكواخ الذين يملكهم الجميع”، جام سايور “العبيد من أسرى الحروب.
وأدنى طبقات العبيد هي “جام جام” أي عبيد العبيد لأن العبيد قد يمتلكون عبيدا.

ومن أطرف ما تناوله الإعلام هو اتهام وجّهه الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد لخلفه الرئيس ماكي صال في ردة فعل منه على صدور حكم بإدانة ابنه كريم حيث قال واد:
” إن ماكي صال عبدٌ منحدر من أسرة عبيد كانت تأكل لحوم البشر”
لكن تحقيقات أجراها مستقصون من صحيفة “لوموند دافريك” أثبتت أن الرئيس السنغالي ماكي صال ليس عبدا ولا منحدرا من أسرة مسترقة، بل إنه على العكس من ذلك ينتمي لأسرة أرستقراطية تملك العبيد.

لمذا لا تُفتح القنوات في المنتبذ القصي لناشطي وحقوقيي هذه الطبقات ولما ذا لاتكون لهم حركة انعتاقية في السنغال على غرار “إيرا”؟!

كامل الاستغفال 

من صفحة إكس ولد إكس اگرگ

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *