هدأت الجوقة وخفت جزئيا صوت الإشادة بالوساطة الموريتانية في غامبيا لأن ثمار الوساطة قد خفت وخفتت هي الأخرى
سمحت القوى النافذة في ملف غامبيا للرئيس ولد عبد العزيز بأن ينقذ صديقه جامي
وباقلاع الطايرتين ومغادرة الرئيسين أرض غامبيا ظهرت معطيات جديدة
خرج عزيز بجامي وبانحياز إلى ديكتاتور طرده شعبه
ولم يلتفت اثناء الوساطة الى الطرف المقابل الى الشعب ومن سوف يحكمه مستقبلا
نعم نجحت موريتانيا في اسكات المدافع وتوفير الأرواح لكنها لم تستثمر في المستقبل بل نظرت الىه بقدر كبير من الاستخفاف
فقدت موريتانيا ورقة سياسية وأمنية مهمة ظلت لعقود جزء من ميزان قوتها
واضح ان محرك موريتانيا لم يكن الحفاظ على الديمقراطية وتحقيق إرادة الشعب بقدر ما كان رأس النظام يقرأ في جامي مستقبله ولحظة مرعبة يتوقعها ولكن الدرس الغامبي قد يكون ملهما ومفيدا ومذكرا بأن طول الاقامة في الحكم المصحوب بالسحر والودع والمال والعسكر كل ذلك لايغني شيئا فلحظة زوال الحكم قادمة يختار الانسان طريقتها إن شاء رتب أمور أمته وزرع الخير بين أبناء وطنه وإلا فهو الى زوال والامة من بعده باقية تلعن إرث الطغيان وتحرق شوك الفساد الذي زرع
المهم الغايب ما يسول كم أعطى ولكن كم جاب
موريتاني جابت جامي وسنغال جابت غامبي وكاس ماس موريتاني استثمرت في الفرد المنتهي والسنغال استثمرت في المستقبل وارادة الشعب.
محمد غلام