مهرجان “أعيون المكّف” الشباب الفاعل المغيّب..؟!

16358422_1188065284575498_419226518_n

مهرجان “أعيون المكّف” الشباب الفاعل المغيّب..؟!

مع الإنفتاح الإعلامي و الديمقراطي الذي كرسه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز منذ توليه الحكم في البلاد والإصلاحات الجبارة التي قيم بها في عهده و في وقت وجيز كان لها الأثر الكبير علي جميع القطاعات، ومنها القطاع الثقافي، فأصبحت المهرجانات الثقافية سمة للتعاطي الفكري و الثقافي ألا جغرافي رائجة في بلادنا.
و أخذت هذه سمة تتسع في الفترة الأخيرة، البعض أخذها بجدية و أستفاد منها تسويقا لولايته ثقافيا و سياحيا و تعريفا بالمقدرات السياحية للولاية و خلق تلاقح ثقافي من خلال استضافت بعض الفرق و الشخصيات من خارج الولاية، والبعض الأخر أستغل هذه الفكرة النبيلة…… للتربح و التحصيل المادي تسويقا للا شيئ مقيما أشباه مهرجانات متتالية لا تعبر عن الوجه الثقافي لولايته.
و من هذه المهرجانات مهرجان “أعيون المكّف” الذي لم يحالفه الحظ في النجاح لأسباب منها :
١- الإنتقائية في ضيوف المهرجان و تهميش الوجوه الشابة.
٢- عدم اشراك طيف كبير من الشباب المحلي و إقصاء بعض وجهاء الولاية من المشاركة في التحضير، التخطيط، التنفيذ.
٣- ضعف الجانب الإعلامي و التسويقي للمهرجان في القنوات لإخفاء الإخفاقات و العثرات التي حدثت أثناء التحضير للمهرجان.
٤- عدم طرح المشاكل الحقيقة للشباب في المهرجان، ناهيك عن خلق المشاكل و إذكاء أخرى.
لاكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن لهكذا مهرجان التأثير بشكل جدي و حلحلت مشاكل شباب الولاية……..؟ أم أنه مناسبة عابرة من باب “لحمار” فقط…….؟ أو انه أصلا لم يوضع لهذه الأهداف……؟ و اذا كان الجواب بنعم……!! ما هو الهدف منه…….؟.
هذه المشاكل المتمثلة في البطالة المنتشر بشكل كارثي في صفوف شباب الولاية حتي صار بهم اليأس في وجود عمل، يتبادلون التهاني و تبريكات علي النجاح في مسابقة المعلمين و كأنها الحصول علي الدكتوراه من أحدى الجامعات العريقة في العالم أو القبول في أحدى الجامعات العالمية كأستاذ محاضر أو الحصول علي ديبلوم منهدس عالي أو التعيين في أحدى الوظائف المهمة كباقي شباب الولايات الداخلية، والمشاكل العامة للسكان كالولوج الي الخدمات القاعدية مثل المياه و الصحة و التعليم و حماية البيئة ……..الخ.
كان المرجوا من هذا المهرجان أن يكون تلاقي لأطر الولاية و منتخبيها وشبابها لتدارس قضايا الولاية و وضع حلول لها، و إنتشال الشباب من الواقع المرير الذي هو فيه، من خلال توفير فرص العمل و تمويل المشاريع الصغيرة و المتوسطة و جلب الإستثمارات للولاية في المجالات الرعوية و الزراعية، و توفير فرص حقيقية للمشاركة الفاعلة للشباب في شؤون الولاية، فإحساس شبابنا بالمرارة بأنك مهما بلغت من التحصيل العلمي فلن تجد من يمد لك يد العون، في زمن تمنح الوظيفة فيه للأقارب، هي التي ستأدي به للإرتماء في احضان الجماعات الخارجة عن القانون (الداعشية و الإجرامية) و حتي الجماعات الفئوية.
متي سيعقل ابناء ولايتنا من وجهاء و أطر و منتخبون…….. ان للوظيفة عمر افتراضي، و أنها لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم، وأنهم لم يصلوا لهذه الوظائف بمحض الصدفة أو بفعل فاعل وإنما بالكفاءة العلمية و العملية، حيث تعتبر ثانوية لعيون من أعرق الثانوية الوطنية و التي تخرج منها أغلب أطر الولاية، متي سيضعون في الحسبان أن الشباب قوة هائلة لايجب التفريض فيها و قوة مكملة وليست منافسة و البحث عن طريقة بمزج الخبرة التي لديهم مع حماس الشباب و إندفاعه، قبل ان يأخذه غيرهم أو يقرر هو بنفسه أخذ زمام المبادرة، حيث لايمكن توقع ماسيحصل اذا قرر الشباب التحرك و الكفر بالعادات و التقاليد و الحاضنة الإجتماعيه، و الدفع في اتجاه حلول شاملة وعاجلة لمشاكل الولاية العالقة منذ زمن، و التأمل في قوله صلي الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي”.
و نتمني أن تفهموا الرسالة الشبابية.

المهندس: النهاه ولد باب ولد خيري
مهندس في كيمياء المياه و البيئة
فيس بوك: nahahkairy

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *