حين يجتمع الانقلابيين الكاتب: حمودي / حمادي

 

حصلوا على السلطة بنفس الطريقة,كلاهم استخدم السلاح ليحكم البلد,إلا أن أحدهم كان محظوظا حيث لم يطلق رصاص و لم يقتل أحدا,حيث أقام انقلابه في بلد شعبي يعصف به الفقر و الجهل و التخلف,في بلد أعتاد شعبه على الانقلابات و تعاقب العسكريين على السلطة و الهيمنة عليها,لم يخلف أضرار و لم يتصدى له أحد,بل رحب به الجميع و صفق له و هنأه,عكس ما واجهه الآخر,حيث أقام انقلابه على رئيس شرعي أنتخبه الشعب بإرادته و أخلاصا منه و إيمانا به,حيث وثق الرئيس الشرعي حينها به و عينه قائد القوات المسلحة,ليقوم بعد ذلك بالإطاحة به و سجنه و معاقبته و معاقبة من انتخبوه,لتبدأ الحرب من أجل السلطة,و يقتل الآلاف من من يسمونهم أخوان المسلمون و يسجن الآلاف و يقتل الصبيان و النساء و يحترق البلد بين مؤيد و رافض,خرج الملايين مطالبين بحريتهم و إعادة الحكم الشرعي الذي انتخبوه,بإرادتهم و رحيل حكم العسكر المغتصب,لم تهدأ مصر من يومها و لم يعرف شعبها طعما للحياة,قتلوا أمهاتهم و اغتصبوا نسائهم,و أحرقوا تراثهم و سلبت كرامتهم وفرق بين شعبهم,لم تستسلم مصر ببساطة لحكم العسكر بل حاربوا من أجل إعادة الحكم انتخبوه لكنهم فشلوا حينما استخدمت أنواع الأسلحة اتجاههم و مثل في جثثهم و قتلوا بدم بارد أمام أعين الجبناء ” الأمة العربية” حينما عرف الشعب أنه لا مفر من أن يحكم العسكر و أنه يتلقى الدعم الغير المباشر من دول الصهاينة,و أنهم إذا استمروا في مواجهته و رفضه سيظل الشعب يقتل و يقتاد و لن ينام طرف عين و ستنتهي مصر فأخذ الشعب يفكر في طريقة تقيه شرارة الفتنة و ترد إليه كرامته و بيته و أهله,انتهز الانقلابيين هدءوا الشعب و استلامه لأسلحة بعد أن فقدوا الأمل و فقدوا آبائهم و أبنائهم و أمهاتهم و جيشهم,فاتجه الانقلابيين إلى إجراء انتخابات مستعجلة تخدمهم و تخدم الأيادي الداعمة لهم,صنعوا من الحرب و التفرقة شعبا لهم,حيث أرغموا البعض بالمال ليؤيدهم و ليخرج معهم في لعبتهم العسكرية,استطاع الانقلابيين تنظيم الانتخابات و حالفهم الحظ في نجاحها و بنسب قوية و ترأس عبد الفتاح السيسي البلد, بنسبة92% و نجح في إرغام الشعب على التصويت له,كما نجح محمد ولد عبد العزيز الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته في انتخابات بنسبة 82% ليحكم بتلك النتيجة البلد ل5 سنوات أخرى,ليبقى الشعب متأكد أنه سيأتي يوم و يرحل و يسقط حكم العسكر شاء من شاء و أباء من أباء,و أن الشعوب التي أسلبت كرامتها و مجدها و أكلت أموالها ستجتمع من جديد و ستسترجع كل ذلك, و أن الصحافة التي عذبت أشد العذاب ستجد حريتها و ستعود من جديد و تأكدوا أن الدائرة ستدور عليكم.

حين يجتمع الانقلابيين تموت الأحلام العربية, حين يجتمع الانقلابيين تأكدوا أن هناك شعبا سيتألم,و تأكدوا أن هناك روابط تجمعهم,و تأكدوا بأن إرادة الشعب ميتة, و تأكدوا بأن أموالا ستنهب و أن العلاقات مع الصهاينة ستعزز, و تأكدوا أن قطع العلاقات مع إسرائيل لن تنقطع, و تأكدوا أن العالم العربي يحكمه العسكر الانقلابيين,و تأكدوا أنه من سهل إهدار الدماء لأجل البقاء على السلطة,و تأكدوا أن صراخ المعارضة لا غني من شيء,و تأكدوا أن الحرب مع الإخوان المسلمين لن و لن تنتهي,و تأكدوا أنه سيكون هناك رابط قوي بين الطرفين,و تأكدوا أن الشعوب ستخضع لأوامرهم و ستنفذها مع مرور الوقت.

مقارنة غريبة جمعت بين حكام العرب اليوم في الانتخابات الرئاسية التي نظمها العسكريون, حيث حصل كل واحد منهم على نسبة تصويت تعادل النسبة التي حصل عليها الآخر,و هو إشارة إلى أن العسكر متواصلون في ما بينهم, فمتى يمل العسكريون الاستحواء على السلطة,و متى يشاركوا شعبهم في اتخاذ قراراتهم,و متى سيعود نبض الحياة لشعوب العربية المغتصبة و متى يعلم العسكريون أنهم ملاقون ربهم و يؤدون أماناتهم و يعودون لشعوب كرامتها و مجدها و ينمون اقتصادها.

حفظ الله موريتانيا و شعبها و حفظ الله مصر و شعبها

الكاتب: حمودي / حمادي ” كاتب موريتاني

 

6757900-10330172

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *