خرجة الرئيس أو خروجه عن السياق

901

 
كانت كلمة البداية مختصرة إلى أبعد الحدود والوحيد الذي يفهم منها هو تركيز السيد الرئيس على الخطوط الحمر المقترحة في العلم وذالك يتضح جليا في ترحمه على شهداء الوطن عند بداية حديثه
أهم شيئ في الخرجة وهو هدفها الأول والأخير الإعلان عن اللجوء إلى الإستفتاء الشعبي لتمرير التعديلات التي إستعصى تمريرها عبر مجلس الشيوخ وذالك باللجوء للمادة 38 التي يرى الرئيس أنها تخوله الإستفتاء دون المرور بالمجلس الدستوري أو أي منظومة قانونية أخرى
عمد إلى توسيع الهوة بينه مع معارضيه وذالك بوصفهم بأنهم في واد وهو وأنصاره في واحد حيث يكاد يجزم أنه لاشئ يجمعه بهم وأن لكل قيمه ومقاييسه التي يقيس بها الأمور
إرتكب خطأ فادح وإن لم يكن عن قصد وهو تبسيطه لقضية وال أمخيطير ولاكنه محق في أن القضية تعني العدالة وهي الوحيدة المخولة للبت فيها
أحسن حين إعترف بأن من معوقات عدم نجاح السياحة في بلدنا هو تمسكنا بالدين وذالك في إشارة ضمنية وواضحة لأن مايحفز السواح على المجيئ هو الإنحلال الأخلاقي والحرية في ممارسة مايخالف شرع الله في هذه وفق 100%
كان يتعمد إهانة الصحفيين والإجابة على الأسئلة التي يرى أنها تصلح لميزاجه والتلاعب بالأسئلة والتغاضي عنها في بعض الأحيان التي تعكر مزاج فخامته
أهم الأسئلة التي طرحت في رأيي سؤالين ويمكن القول أنه تجاهل الرد عليهما الإثنين
الأول انه من لم يتمكن من إقناع 33 شيخ ومن أغلبيته يصعب عليه إقناع شعب بأكمله فكان جوابه باهتا ومرتبكا وبعيدا عن مستوى وأهمية السؤال
السؤال الثاني كان للهيبة وكان هو الآخر في الصميم حيث أراد أن يذكره بالتشابه الذي حصل بين إقحام النواب آنذاك لحسم المعركة لصالح العسكر وتصويت الشيوخ الحالي ضد التعديلات لكنه لم يرد حتى الإنصات للسؤال وتجاهله وحسبه من الماضي ولسان حال السائل يقول ماأشبه الأمس باليوم
ظهر الرئيس بمظهر المجنون بالعظمة والثقة الزائدة في النفس وأراد أن يختصر تاريخ بلد بأكمله في عقد من الزمن حكم هو فيه البلاد والعباد
ظهر مفصولا عن الواقع الحقيقي للبلد والغريب في الأمر انه في بعض الأحيان وكأنه لايفهم شيئا فمثلا جوابه على الأدوية المزورة وعلى مشكلة العقدويين والمهندسين والعطش في النعمة وطريق روصو كلها كانت أجوبة أقرب هي للسخرية من هي للواقع
على العموم لم يأتي السيد الرئيس بجديد ولم يخرج عن المألوف عن القادة العرب عموما وهو كونهم في واد وشؤون مواطنيهم في واد
كان حضور الأغلبية واضح للعيان وكأنهم يريدون التغطية على هزيمتهم النكرى في مجلس الشيوخ
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حاول الرئيس أن يظهر الإستقلال التام في قراراته بعيدا عن الضغوط الأجنبية وكأنه يحكم موريتانيا من كوكب خارج الأرض ومفصول عن الكون ولا ينتمي لعصبة الأمم
كان الله في عون موريتانيا 

بقلم : أحمدو ولد محمد صالح

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *