رحل القائد الفعلي للعاشر من يوليو


كنت أقول لبعض الأصدقاء أن أعمق حوار وأعذبه خلال إعداد كتاب “موريتانيا المعاصرة” هو حواري مع رئيس الوزراء الأسبق سيدأحمد ولد ابنيجارة ،لم أكن أعرف عن سيدأحمد قبل تلك الأمسية الجميلة إلا معلومات قليلة مجتزأة ولايخلوا بعضها من التشويش ،قبل أن اكتشف بعد هذا اللقاء صورة أخرى لرجل من رجالات الدولة يتمتع بذكاء متقد ووطنية دفاقة مع شجاعة نادرة وطموح كبير.
كان سيدأحمد في صباه متفوقا في دراسته وشابا من شباب النهضة الوطنية ثم أحد الأطر الاقتصادية للدولة وممن ساهم في تجسيد مشروع العملة الوطنية .
لم يقبل سيدأحمد أن يبقى متفرجا على بلده ينهار بفعل تداعيات حرب الصحراء المؤسفة -وهو المطلع بحكم وجوده في البنك المركزي- على حقيقة الوضع الاقتصادي للدولة ومطلع كذلك على الوضع العسكري الميداني بفعل زمالته مع عدد من الضباط .ورغم إعجابه حد الافتتان بشخص الرئيس المختار- الذي قابله وبدا كمن لا حيلة له تحت ضغط الأوضاع- ،لم يتردد سيدأحمد في تحمل مسؤوليته والمساهمة في إنقاذ البلد.
وليس من المبالغة القول أن سيد أحمد ولد ابنيحارة المدني الاقتصادي هو القائد الفعلي الأول لحركة العاشر من يوليو1978.حيث كان المرجعية العليا الممسكة بخيوط اللعبة في دوائرها المختلفة المعروفة وغير المعروفة.
كان من المقرر أن يكون سيدأحمد رئيسا للحكومة عشية الانقلاب ولكن الرئيس المصطفى استحوذ على جميع الصلاحيات ؛فأصبح سيدأحمد وزيرا للمالية حيث كان أول من عرب تقرير الميزانية في تاريخ الدولة ،وعندما أصبح رئيسا للوزراء 1981 كانت حكومته مدنية صرفة باستثناء وزير الدفاع ،ومثلت فيها قوى سياسية مختلفة.
كان سبدأحمد في تلك الفترة محل استهداف أكثر من جهة خارجية وداخلية لأكثر من سبب وقد نجحت تلك الجهود في الزج بالرجل عام 1982 في أقسى سجن زنزانة (90سنتم) بأحريدة.

رحم الله عبده سيدأحمد ولد ابنيجارة وغفر له وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

نقلا عن صفحة سيد أعمر شيخنا

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *