الحب فى الله / بقلم الأستاذ محمدالامين الحسن

 

من المعروف ان من طبيعة الإنسان الحب والبغض ، ومن صفاته المتأصلة فيه، لا مفر منهما، ولن يخلو إنسان من حب أو بغض، فقد وجد الحب مع أبينا آدم عليه السلام، وكان الحب والبغض بين أولاده سبباً في قتال قابيل وهابيل، وشربت الأرض دم أول قتيل نتيجة حب القاتل لحسن حظ المقتول، فتولد البغض لأخيه الذي أنتج القتل .
وهكذا يتسلط الحب والبغض على النفس، فتصدر الأعمال والأقوال تبعاً لهما، يصدر عن الحب الائتلاف والمودة والتعاون والرحمة، فتسعد الجماعات والأمم والأفراد، ويصدر عن البغض القطيعة والهجران والتفرقه والاختلاف والخذلان والقسوة والشدة، فتفرق الجماعة وتفسد الأمم .
لهذا كله وضع الإسلام ميزاناً للحب والبغض، وأحد حدوداً للرضا والسخط، حتى لا تضيع الحقوق، ويفنى الأفراد بين حب أعمى وبغض عقيم والله لو طبقت هذه الحدود فينا لما تكرر الجرائم بشتى أنواعها؛ لهذا يضع الإسلام الميزان الحق في الحب والبغض، يمنع شرهما، ويجعلهما سلاحين من أسلحة الحق والعدل وإسعاد الأفراد والأمم.
في الميزان الحق في ذلك أن يكون حبك وبغضك لله، فأنت تحب لله وتبغض في الله، تحب المؤمنين الصالحين، وتبغض الكافرين المفسدين، تحب أولياء الله، وتبغض أعداء الله، تحب من أحب الله ولو خالف آراءك وتبغض من يبغضه الله ولو وافقك أحياناً، يقول صلى الله عليه وسلم: (من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)
والإسلام يربط أتباعه برباط الحب الذي يوجد المجتمع المتحاب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن عن الوسائل التي تقوي هذا الحب، وتزيده، أخرج مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم! أفشوا السلام بينكم).
والحب في المجتمع يقوم على الإخلاص لله، لا رياء ولا نفاق، ولا مصالح دنيوية تربط بين هؤلاء، إنه الإخلاص لله وحده لا شريك له، والحق أن الحب إذا شابته أغراض فإنه ينتهي كما بدأ كحب الشيطان الذي يوقع الإنسان في معصية الله ويزين له ذلك، فعلى كل إنسان ان يعلم ان الله تبارك وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

الاستاذ محمد الأمين الحسن

شاهد أيضاً

بدأ اجرٱت دمج قطاع أمن الطرق داخل جهاز الشرطة

أصدر المدير العام للأمن الوطني الفريق محمد الشيخ محمد الأمين الملقّب “ابرور” اليوم الثلاثاء مذكرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *