حزب تواصل والمال السياسي/ لبات ولد باتيلي


إذا رشح الإسلاميون انفسهم فإنهم لا يسلكون طريق الفوز ببعض الكراسي إلا إذا أنفقوا على حملاتهم الإنتخابية بسخاء،وأبلو في إنفاقهم أحسن البلاء!
إن هذا المال الذي ينفق علي الحملات الإنتخابية يوظف في الأمور التالية:
١-إبراز المرشح وتزكيته والدعاية له من خلال حملة إعلامية مكثفة تتناول نشر صوره وأقواله ومؤهلاته ومآثره ووعوده الإنتخابية المغرية ويتم ذالك من خلال الصحافة واللوحات والمنشورات وغيرها من وسائل الدعاية.
٢-الإنفاق علي المقرالإنتخابي سواء من حيث إعداده وتزينه وتجهيزه الخدمات فيه أو من حيث إقامة الولائم والحفلات الانتخابية التي يصرف عليها ببذخ مع ما يوافق ذالك من التنافس بين المترشحين علي إعداد أفضل الوجبات والسهرات المسيقية التي يدفع فيها للفرق المسيقية من المال ما لا يحصى يقينا ولاظنا،وبشراء أو استئجار أعداد كبيرة من السيارات للقيام بالمسيرات الإنتخابية
٣-توظيف الأجهزة الحديثة في الدعاية الانتخابية بما في ذالك اسعمال الدوائر التلفزيونية المغلقة في المقر الانتخابي ليوصل المترشح صوته وصوره الي جميع زائري مقره من خلال اللوحات والسماعات المبثوثة فيه،أما استعمال الكمبيوتر وغيره من الأجهزة فبات أمراطبيعيا،هذا فضلا عن الأجهزة التقليدية كالمسجلات والفيديو والكاميرات وغيرها.
٤-شراء الأصوات الانتخابية من خلال نشاط العملاء السري،وذالك لتجميع أكبر عدد ممكن من الناخبين،ويرتفع سعر الصوت الانتخابي عندما يحتدم الصراع بين المترشحين وتكثر العروض علي الصوت الواحد مما يجعل المسألة شبيهة بالمزاد العلني
٥-عقد الصفقات السرية بين المترشحين وذالك بتنازل يعضهم للبعض الآخر مقابل مبالغ مرتفعة جدا،وأحيانا خيالية.
٦-الإنفاق المجاني العلني والمستور الذي تقوم به العائلات والقبائل لتقديم الدعم الإعلامي للمرشح المناسب إليها.
٧-تقديم الخدمات المالية وغيرها للناخبين لضمان الحصول علي أصواتهم ومن المعتاد أن يستبق المرشح موعد الانتخابات فيؤدي هذه الخدمات قبل ترشيح نفسه وهذا نوع من شراء الأصوات الخفي.
٨-محافظة المرشح علي إبراز” حضوره المالي”اللائق سواء خلال فترة الانتخابات أو بعدها، وذالك استعدادا للانتخابات القادمة.
فتلك بعض الامور التي ينفق من خلالها المال بإسراف وبذخ أثناء الحملات الانتخابية وعند التحقيق يعلم تماما أن هذا المال الطائل لو أنفق علي فقراء المسلمين لاستغني معظمهم.
صحيح أن الدعوة بحاجة إلى الإنفاق لكن ذالك مفيد بالطريقة الشرعية من جهة وسلامة المنهج الذي يكون الإنفاق من خلاله من جهة أخرى فالإسراف والتبذير وإظهار الأبهة والخيلاء والتباهي كل هذه المظاهرة مخالفة للشرع
وقال الله تعالي (وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )  وقال تعالى ( إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخْوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ ۖ وَكَانَ ٱلشَّيْطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورًا)

وقال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا )
صدق الله العظيم

 

شاهد أيضاً

المورابطون بنتزعون تعادل ثمين من أمام اسود الأطلص

حسم التعادل السلبي، مباراة  المنتخب الوطني، ونظيره المغربي في إطار أيام الفيفا.  المباراة التي احتضنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *