الشيخ الرضى والقنبلة العقارية الموقوتة

القنبلة العقارية الموقوتة لمُعاملات الشيخ الرضى…
لا يختلف ما تقوم به المكاتب التجارية المحسوبة على الشيخ الرضى عمّا كان يقوم به بَرناردْ ميْدُوف, الذي كان يُقنع مستثمريه بقوة سلته الاستثمارية المتنوعة و يعِدُهم بأرباح تكون عادة أكبر من مُتوسط أرباح سوق الأسهم إن هم استثمروا معه, على الرغم من أن سلته الاستثمارية كانت في حالة سيئة, ولم تكن له سلّة أصلا, بل كان مُنهمكا في بناء أكبر مخطط “بونزي” في التاريخ, وبانهيار هرمه ذلك تلاشت في لمحة بصر أكثر من 50 مليار دولار كانت هي قيمة الأموال التي ودّعها آلاف المستثمرين مِمَّن فقدوا – ليس فقط أرباحا كبيرة كانوا ينتظرونها – بل إنهم فقدوا كل شيء, بما في ذلك أصول استثماراتهم.
الفرق الوحيد بين الإثنين هو أن مَيْدُوف كان يستميت في التّستُّر على أرقامه الحقيقية, لأنه كان يعلم أن انكشاف حيلته سيعني الاعتقال والسجن, وهو ما حصل عندما حُكِم عليه بالسجن لمدة 150 سنة, أما الشيخ الرضى فإنه يُجاهر بما يفعله, وكان أصدر أواخر شهر مايو بيانا أوضح فيه أنه يلجأ إلى مُعاملاته تفاديا للرِّبا، معتذرا في نفس الوقت لسوق العقارات عما يكون قد لحق بها من ركود جرّاء عملياته.
يقول البعض أنه لم تُقدَّم أية شكوى ضد الشيخ الرضى أو ضد وكلائه حتى اللحظة, لذلك فإنه يجب عدم مساءلته أو التنغيص عليه, لكن السبب وراء عدم وجود شكاية حتى الآن هو أن الرجل (أو وكلاءه) لا يزالون يدفعون لدائنيهم بانتظام (طبعا هم يدفعون الديون القديمة من ريع ديون جديدة هي أكبر كُلفةً), لكن ما لا خلاف عليه هو أن بالون الدُّيون سيظل آخذا في الانتفاخ إلى أن ينفجر, وقد لا يطول الوقت قبل أن ينفجر البالون, و بقدر تضاعف الديون على هذه الجماعة, ستتضاعف قوة الهزة على السوق العقاري في موريتانيا عندما ينهار هرم الشيخ الرضى.
إذا لم تكن هناك قوانين تُبَوِّبُ في مثل هذا النوع من المُمارسات, فإنه يتوجب سنُّها. كيف يُمكن للسلطات أن تتغاضى عن مثل هذه الممارسات؟ وكيف يُعقل أن يُترك مصير سوق العقارات (وهي إحدى أهم أركان الاقتصاد) للانهيار؟
ملاحظة: لا تُقصد من هذا المنشور أية إساءة إلى الشيخ الرضى أو وكلائه أو مُحبّيه, بقدرما هو دقٌّ لناقوس الخطر الذي يتهدد الكثيرين مِمَّن سيتحولون إلى ضحايا عندما تنفجر الفقاعة, وأكبر مُستفيد من وضع حد لهذه المُمارسات هو الشيخ نفسه, و أحد أكبر المُتضررين يوم انفجار الفُقاعة (وستنفجر يوما ما) سيكون الشيخ نفسه, وقد لا تروق نصيحتي لبعض مُحبِّي الشيخ, لكن أذكرهم بالمثل الحساني “أسمعْ كلام امْبَكيينَكْ, لا تسمع كلام امْظحكينك”. لا يقبل أي منطق أن تبيع ب5 ملايين أوقية منزلا اشتريته ب10 ملايين أوقية. 

نقلا عن صفحة المدون saad hamadi 

شاهد أيضاً

المورابطون بنتزعون تعادل ثمين من أمام اسود الأطلص

حسم التعادل السلبي، مباراة  المنتخب الوطني، ونظيره المغربي في إطار أيام الفيفا.  المباراة التي احتضنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *