لجنة إفساد الحزب تتقاسم الترشيحات وتٌحرج الرئيس

 

افتتاحية جديد اليوم

في كل مرة يكلف رئيس الجمهورية بعض الأشخاص بتسيير ملفات حساسة ؛ أو تدبير شأن عام ؛ أو القيام بواجب ما ؛ يفترض أن يكون صاحبه مستقلا وحياديا وأمينا ؛ لكن في كل مرة تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن .

بعد ثمان سنوات من ميلاد حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الذي أسسه فخامة رئيس الجمهورية وأراد له أن يكون حزبا جماهيريا قويا قائما على مبدإ المساواة وإشراك الجميع دون تمييز أو تمايز ؛ بعد هذه السنين لا حظ أن الحزب مات سريريا فأراد انتشاله من وضعه وإعادة الحياة فيه بعد سنوات من الضياع ؛ فاختار لجنة سماها “لجنة إصلاح الحزب” عهد إليها بالإنتساب كبداية فعلية     للإصلاح وتشكيل مكاتب حزبية قائمة على الفرز الحقيقي  للمنتسبين ؛ لكن اللجنة مالبثت أن خرجت عن صوابها في أول امتحان فركزت على الكم بدل النوع وزورت المحاضر بكل زبونية واحتقار ووزعت الوحدات في وضح النهار ومات الحزب قبل أن يولد .

 

في مكطع لحجار كانت نسبة المسجلين (37000)  تفوق عدد المصوتين في آخر استحقاقات في استهتار تام بعقول المواطنين ؛ ومخالفة صريحة لتعليمات الرئيس المؤسس.

 

تم تنصيب جميع الفروع في مكطع لحجار والقسم لصالح عضو اللجنة ولد أجاي  الذي يسجل بأجهزة خاصة وبعدادين مجهولين وفِي آناء الليل وأطراف النهار ..

 

وتم توزيع المناصب في الولاية محاصصة بين أعضاء لجنة الإصلاح ؛ مقاطعة مكطع لحجار لولد أجاي والاك واغسوركيت لولد أوداعه والفدرالي أنجاي داودا من نصيب وزير الدفاع ؛ على ان تترك مقترحات الحوض الشرقي من نصيب ولد محمد خونا ولعصابة لمنت مولود واترارزة لولد عبد الفتاح .

 

لكن الطامة الكبرى هي عندما أعاد هؤلاء المؤتمنون نفس السيناريو في الترشيحات ليرتكبوا أخطاء فادحة أدت إلى انشقاق عدد كبير من المنتسبين قبل أن يتدخل رئيس الجمهورية تحت ضغط المغاضبين ويبادر بتصحيح 15 ترشحا ويتعهد بإعادة النظر في البقية ؛ وتسحب لوائح النواب من على موقع الحزب وتفضح لجنة الفساد على رؤوس الأشهاد..

 

الغريب في الأمر أن هذه اللجنة تقاسمت المقاعد بجشع ونهم فاضح حيث قدم ولد أجاي بن خالته محمد المصطفى ولد محمد ولد محمود على رأس اللجنة الجهوية بولاية لبراكنة تاركا مساعده الأول لأخت الوزير ولد أوداعه حواء بنت أوداعه  ؛ في تمالئ على أكبر المجموعات في المنطقة وأكثرها نفوذا ؛ الغريب في الأمر أن السيدين لم يكتفيا بأكبر الوزارت وأكثرها فسادا بل عمدوا إلى مضايقة المواطنين البسطاء على مناصب هم أولى بها وأحق ..

 

لم يكتف ولد أجاي بفرض ابن خالته في أهم منصب في الولاية بل عمد إلى أخذ كل شيء _وهو القادم من لا شيء _ أخذ نواب المقاطعة وعمدة جلوار وعمدة مال ؛ بل وأعطى لحليفه ولد أوداعة عمدة أغشوركيت ؛ وحليفه الآخر ولد أحمد شله عمدة ألاك..

 

غير  بعيد من ذلك أخذ رئيس اللجنة وزير الدفاع لنفسه كل شي نائبي بوكه وعمدتي بوكى ودار البركة متجاوزا بذلك كل الخطوط الحمراء ليحذو حذو زملائه في اللجنة.

 

لكن الكارثة الحقيقية كانت تصرف ولد محمد خونا الأرعن حيث أخذ كل شيء في مقاطعة آمورج وقضى على أكبر مجموعة منذ الديمقراطية وحتى اليوم – أولاد بوحمد –  لم يخرج البرلمان نائبا منها ؛ فعمد إلى إقصاء نائبها في آمورج وانتزاع عمدتها في عدل بكرو؛ وباقي بلديات الريف ؛ بل ذهب أكثر من ذلك حيث منع رجل الأعمال محمد الغيث من الترشح في النعمة لسبب بسيط هو أنه يدعم خصومه في آمورج.

 

لم يكتف ولد محمد خونا بذلك بل تدخل لإقصاء اكبر المجموعات في ولاتة _أولاد بله_ من أجل فرض أحد أتباعه في البلدية والزج بالحزب في حرب سيخرج منها منهزما لا محالة.

وتعمدت اللجنة إقصاء هذه المجموعة القبلية العريقة في لعيون ؛ وتم انتزاع عمدتها الوحيد في تيشيت.

 

هذه اللجنة ارتكبت أخطاء كثيرة في جميع أنحاء الوطن فوزير النفط فرض مقربين منه في قسم روصو وفدرالي اترارزة ؛ وأقصى قبائل وازنة لأول مرة في التاريخ _ إداب لحسن _ ؛ وانتقم من الفدرالي القديم ولد الشيخ فحرمه من الاتحادية وأقصاه من منصب النائب ليحل محله أحد التائهين.

 

فهل سيترك الرئيس الأمر ليخرج يده ويخسر آخر انتخابات في عهده ؟ أم أنه سيعيد للمظلوم حقه وللحزب هيبته وللمواطن كرامته؟؟

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *