السناتور ولد غدة رحلة الإعتقال والترشيح من داخل الزنزانة

القافلة للسياسة في موريتانيا أبواب كثيرة يطرقها  الجميع، ولها مواسمها التي تهب من دون إنذار، كما تفعل عواصف الصحراء في صيفها القائظ.

كانت حكومة الرئيس محمد ولد عبد العزيز  تُمنِّي النفس بشتاء يمر بردا وتصديقا على تعديلات دستورية، أقرها حوار قاطعته غالبية الأحزاب والكتل السياسية المعارضة عبر برلمان تمتلك في غرفتيه أغلبية مريحة.

غير أن تصويت 33 عضوا من مجلس الشيوخ مقابل عشرين صوتا ضد تلك التعديلات عكّر هدوء شتاء الأغلبية الحاكمة، وأشعل عاصفة سياسية لا تزال أتربتها في الهواء.

وفي قلب تلك العاصفة كان السيناتور محمد ولد غدة -الذي عارض بقوة تلك التعديلات- وبقي فيها حتى اليوم.

سلك الرئيس الغاضب من رفض الشيوخ للتعديلات الدستورية -التي تضمنت إلغاء مجلسهم وتعديل العلم ودمج بعض المؤسسات الدستورية- مسار الاستفتاء الشعبي الذي قاطعته غالبية أحزاب المعارضة.

تضييق واعتقال
وكان الحظ حليف التعديلات بأكثر من 85% في اقتراع الخامس من أغسطس/آب الذي تقول المعارضة إن نتائجه مزورة، بينما تعثرت حظوظ السيناتور يوم الـ 12  مايو عند الكيلومتر 22 من مدينة روصو جنوبي البلاد، وهو يحاول تفادي قطيع نوق، لتدهس سيارته سيدة وطفلا فيسقطان قتيلين.  

منذ ذلك اليوم، بدأت رحلة ولد غدة مع الاعتقال والمنع من السفر. ورغم تسوية الملف وديا مع ذوي الضحايا، أعادت السلطات فتح الملف أكثر من مرة، وفق ما يقول ولد غدة، وألَّبت عليه أقارب الضحايا.

اعتقال أول، وثان، فتسريبات صوتية من هاتف السيناتور لمحادثات عبر تطبيق واتساب مع من يظهر أنهم رفاق بالمعارضة خططوا لإسقاط التعديلات الدستورية بمجلس الشيوخ، وآخرين سعى السيناتور إلى دعمهم لمظاهرات لسائقي التاكسي لتوسيع نطاقها، والمطالبة بتحسين ظروف عيش المواطنين.

مقاطع شكلت أساس الخطاب السياسي للرئيس وأغلبيته خلال الحملات الانتخابية، بوصفها دليلا على “خيانة الشيوخ للأمانة والثقة” في حين رأت فيها المعارضة سقوطا لهيبة الدولة، وخرقا سافرا لخصوصيات الأفراد وحرياتهم.

وعلى خلفية هذه التسريبات، وغير بعيد عن قراءة الأغلبية لها، جاء بيان للنيابة العامة أصدرته يوم الـ 18 من أغسطس الماضي 

تحدث البيان عن “توقيف المشتبه فيه محمد ولد غدة” في إطار التحقيق في “قيام أشخاص متعددين بالتخطيط لارتكاب جرائم فساد كبرى ضمن تشكيل منظم يهدف لزعزعة الأمن”. ومن يومها يقبع السناتور وراء القضبان لكن سألك لم يلوي عزيمة الرجل وطموحه حيث قرر من حديد الترشح للنيابيات من داخل زنزانته فهل سيقف الحظ هذه المرة إلى جانبه

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *