شيء من التاريخ …

أعادت صوة معاوية الجديدة التي نشرتها الإعلامية ‏‎Aisha Sidahmed ‏الحديث عن معاوية إلى الواجهة، ومعاوية رغم ماله وماعليه ورغم الاتفاق معه أو الاختلاف، فهو رجل حكم هذا المنتبذ القصي أزيد من عقدين من الزمن ، وهي فترة كانت ملية باحدات صنعت تاريخا هو جزء من تاريخ هذا المنتبذ لابد من كتابته ومن الخطأ تجاهله، فهو جزء من ذاكرة الوطن

يقول الملك الحسن الثاني رحمه الله: “لو لم أكن ملكا لكنت مؤرخا”.
وهي مقولة تدل على أهمية التاريخ والاشتغال به..
كتب العلامة صالح بن عبد الوهاب التاريخ بشكل من الأشكال وكُتب التاريخ في حوليات تيشيت وولاته وشنگيط و وودان والنعمة وغيرها من المدن..
وكتب العلماء نوعا من التاريخ ضمن رحلات الحج وأنظام وفيات الأعيان وحوادث السنين
وكتب العلماء التاريخ مثل باب ولد الشيخ سيديا، ومحمد فال ولد باب ولدأحمد بيب، وببكرولد احجاب، ومحمد فال (ببها) بن محمذن ولد أحمد للعاقل، وأحمد ولد كدّاه، والمختار ولد المحبوبي، وعبد الودود ولد انتهاه، وأحمد سالم ولد باگا، والمختار ولد حامد وغيرهم..

من مواقف معاوية..
فاتح مايو1977 تعرضت مدينة ازويرات لهجوم مباغت من جبهة البوليزاريو واضرموا النار فى خزان الوقود واحتلوا القيادة المجمعة والملعب و أخذوا العمال الفرنسيين رهائن.
تجمعت القوات وقامت ثكنة فديرك باغلاق طريق (گلب الشيباني) و(لعشاريات) وقام الطيار محمد ولد ابّ ولد عبد القادر “كادير” بملاحقتهم بطائرته وأبلغ عن وجودهم عند “(اگليب ادباغ).
أصدر هيدالة الأوامر بمهاجمتهم فعارض معاوية ولد الطايع قائد القطاع رقم “1” فى بير ام اگرين الهجوم خوفا على أرواح الفرنسيين وفى هذه الأثناء قدم وزير الدفاع العقيد امبارك ولد بونا مختار وقائد الأركان الحربية المقدم أحمد ولد بوسيف، واصدرا الأوامر بعدم المهاجمة ، مؤيدين رأي معاوية فلو هاجموا البوليزاريو لجعلوا من الفرنسيين دروعا بشرية.

حينما أعتقلت فرنسا سنة 1999 النقيب اعل ولد الداه، بتهمة تعذيب العسكريين الزنوج، وطالبت موريتانيا بالإفراج عنه، قال وزير الخارجية الفرنسي أوبير فيدرين، إن القضاء الفرنسي مستقل لا سلطان عليه لغير القانون، وأن الوساطات الدبلوماسية لاتجدي نفعا.
كان معاوية يعرف أن الموضوع مسيس له علاقة بابتعاد موريتانيا عن محور باريس وبناء تحالف جديد محوره بغداد.
رد معاوية بقرارات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الموريتانية الفرنسية، وطرد الخبراء العسكريين الفرنسيين من موريتانيا، وفرض تأشيرة دخول على جميع الفرنسيين الذين ينوون الدخول إلى موريتانيا، وطرد الملحقين والخبراء العسكريين الذين كانوا يدرسون بالمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، ولوح بإغلاق الثانوية الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي الملحقين بالسفارة الفرنسية بانواكشوط إن لم يطلق سراح النقيب اعل فورا وطي كل الملفات المتعلقة بالموضوع.
لم تمض أيام حتى كان النقيب اعل ولد الداه في نواكشوط

وفي سنة 2000 أجبر معاوية السنغال على وقف مشروع الأحواض الناضبة كما بينا في تدوينة سابقة..

كانت السنغال أقوى منا إعلاميا وأقدرعلى التأثير في مراكز صنع القرارعالميا.
ورغم أن موريتانيا هي المتضرر الأكبر من أزمة 1989 حيث فقد الرعايا الموريتانيون في السنغال المليارت وقتل منهم الكثير، سحلا وحرقا وذبحا بالسكاكين.
قد رُحلوا قسرا رغم أن بعضهم يحمل الجنسية السنغالية، مثل محافظ البنك المركزي الموريتاني الحالي عزيز ولد الداهي الذي كان إبان الأحداث مواطنا سنغاليا يدس في فرنسا على حساب بلده السنغال، إلا أنه جرد من جنسيتة وكذلك والده افّيل ولد الداهي وباقي الأسرة ورجعوا إلى بلدهم الأصلي موريتانيا وغيرهم كثيرون خاصة سكان مناطق ابّكين ورَوْ واندرْ تلك المناطق التي كانت تغص بالموريتانيين ممن يحمل الجنسية السنغالية أبا عن جد وجردوا من أملاكهم ورحلوا ظلما إلى موريتانيا ولم تطالب موريتانيا بحقوقهم ولا بالتعويض لهم بل تم دمجهم وكأن شيئا لم يكن.
وعلى الضفة الأخرى لم تترك السنغال أي قادم من موريتانيا سواء أكان سنغاليا أو موريتانيا، لم تتركه يلج أرضها بل أحصتهم وعدّتهم عدا، وبنت لهم مخيمات وظلت (تنابح) عنهم في المحافل الدولية حتى رجعوا في عهد سيدي ولد الشيخ عبد الله.

السنغال استفاد من الإعلام الغربي خاصة الفرنسي ليقدم للعالم روايته للأحداث ولم يعرف العالم الحقيقة بل ظل رهين الرواية السنغالية التي صاغتها افلام والتي تدور حول زنوج موريتانيا المطهدين والمهجرين من أوطانهم بغير حق..

تلك من المآخذ على معاوية، في تلك الأزمة، لكن يحمد له عدم الانصياع لرغبة جناح الصقور مثل العقيد جبريل ولد عبد الله وآخرين للتورط في حرب يتحكم في إطلاق رصاتها الأولى لكنه لن يكون قادرا على إيقافها..

وكادت تلك الأزمة -والشيء بالشيء يذكر- تقضي على الدولة الموريتانية لولا مواقف تذكر وتشكر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه الله.

يقول الرئيس السنغالي الأسبق عبدو ديوف في مذكراته:
الجيش الموريتاني كان قادرًا على تدمير دكار

بخصوص الأزمة السنغالية الموريتانية ، يجب أن أعترف أنني لاقيت مصاعب كثيرة مع بعض الشخصيات السنغالية في منطقة النهر المحاذية لموريتانيا. لم تكن هذه الشخصيات تريد حلا سلميا بالطرق الدبلوماسية،بل كانت تريد الحرب الفعلية مع موريتانيا.

أذكر على وجه الخصوص شخصيتين كنت أكن لهما الكثير من التقدير والإحترام وهما:
الدكتور همت با الذي يكبرني في السن والذي كان ينتقدني في كل المهرجانات التي كان يقوم بمداخلات فيها
وآلي بوكار جا الذي كنت معجبا به كثيرا عندما كنت شابا في الثانوية وعضوا في مجلس الشباب السنغالي – بصفته رئيسا لمجلس شباب إفريقيا الغربية الفرنسية كان الاثنان يغلبان العاطفة على العقل بيد أنهما لم يكونا وحدهما من يدق طبول الحرب خلال تلك الأزمة.

أتذكر آراء بعض الأشخاص الذين كانوا يقولون لي “السيد الرئيس ما فعلته موريتانيا غير مقبول،عليكم أن تعلنوا عليها الحرب”،كانت نفس المطالبات تأتي من بعض الفرنسيين الذين كانوا يقولون لي:”ماذا تنتظرون بعد كل ما فعلوه لكم؟أنتم مجبرون على إعلان الحرب لأنكم لا تستطيعون فعل غير ذلك”.

كإنسان متيم بالسلام لم أرضخ أبدا لتحريض كهذا.خاصة لأنني أعرف أنه عندما نبدأ الحرب ،لا يمكننا أن نعرف بالتأكيد متى نوقفها.

لذلك وبفضل تسلحي بهذه القناعة أبعدت فكرة الحرب طيلة هذا النزاع مع موريتانيا وراهنت على الحل السلمي . هذا الخيار كان بالنسبة لي هو الخيار الأفضل للسنغال.

وتأكدت من ذلك فبعد انتهاء النزاع وبعد أن هدأت الأنفس علمت أن القوات المسلحة الموريتانية كانت في الحقيقة أفضل تسليحا كثيرا من القوات السنغالية.

كان صدام قد جهزها بالصواريخ والأسلحة الأخرى المتطورة وكانت خطتهم عندما تبادر السنغال بالهجوم فإن القوات الموريتانية ستكون جاهزة لتدمير سان لويس ثم داكار بعد ذلك.

لقد تأكدت من ذلك من خلال سفيري في باريس،ماسامبا ساري،الذي حصل على هذه المعلومة من فم السفير العراقي في باريس. فخلال لقاء في باريس وبعد إبداء أسفه لما حصل بين البلدين الشقيقين أكد له أنه في حالة نشوب حرب بين السنغال وموريتانيا فإن العراق سيقف بقوة إلى جانب موريتانيا لأن تلك الدولة جزء من الأمة العربية.

كامل الود 

إكس ولد إكس اكرك 

شاهد أيضاً

بدأ اجرٱت دمج قطاع أمن الطرق داخل جهاز الشرطة

أصدر المدير العام للأمن الوطني الفريق محمد الشيخ محمد الأمين الملقّب “ابرور” اليوم الثلاثاء مذكرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *