معلومات هامة عن صلاة الإستسقاء قد لا يعرفها البعض

اتفق جميع العلماء القائلين بمشروعية صلاة الاستسقاء على أنّها تؤدّى ركعتان، إلّا أنّهم اختلفوا في صفة أدائها، وذهبوا في ذلك إلى رأيين اثنين، بيانهما كالآتي:

  • الرأي الأول: أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى على ذات الصفة التي تؤدّى بها صلاة العيد، فيكبّر الإمام في الركعة الأولى منها سبع تكبيراتٍ، وفي الركعة الثانية خمس تكبيراتٍ، وهذا قول الشافعية، والحنابلة، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، واستدلوا لقولهم بحديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حين قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للاستسقاء مُتبذِّلاً مُتواضعاً وصلَّى رَكْعتينِ كما كانَ يصلِّي في العيدِ).
  • الرأي الثاني: أنّ صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين، كهيئة ركعتي النافلة ومطلق التطوّع، وهذا قول المالكية، والأوزاعي، وأبو ثور، وإسحاق، واستدلوا لقولهم بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيما رواه عنه عبد الله بن زيد، حين قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ)، ففي هذا الحديث ونحوه لم يذكر الرواة التكبيرات في صلاة الاستسقاء، ممّا يدلّ على أنّها كصلاة النفل والتطوع.

واتفقت جميع المذاهب على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي تُشرع فيها الخطب؛ لأنّ الناس إنّما اجتمعوا لها ليسمعوا، وللإمام أن يقرأ فيها ما شاء له من القرآن الكريم، إلّا أنّ الأولى والأفضل أن يقرأ بما يقرأ في صلاة العيد، فيقرأ فيها سورتي ق ونوح، أو الأعلى والغاشية، أو الأعلى والشمس، ولا تفسد صلاة الاستسقاء بحذف التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لذلك سجود السهو.

خطبة صلاة الاستسقاء

ذهب أكثر أهل العلم، ومنهم: مالك في روايةٍ عنه، وأحمد في المشهور عنه، والشافعي إلى أنّ خطبة صلاة الاستسقاء تكون بعد أداء الصلاة، واستدلوا لذلك بما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه لمّا صلّى الاستسقاء، خطب بالناس بعد انتهاء الصلاة، وذهب مالك، وأحمد في روايةٍ ثانيةٍ عنهما أنّ خطبة صلاة الاستسقاء تكون قبلها، وحقيقة الأمر أنّ فيه متّسعٌ، فيجوز للإمام أن يخطب قبل صلاة الاستسقاء أو بعدها، وقد اختلف العلماء أيضاً في كون خطبة صلاة الاستسقاء خطبةً واحدةً أم خطبتان، فذهب المالكية، والشافعية، ومحمد بن الحسن إلى أنّهما خطبتان كخطبتي العيد، وذهب الحنابلة، وأبو يوسف إلى أنّها خطبةٌ واحدةٌ، وفي كلّ الأحوال فيستحبّ للإمام أن يخطب بالناس خطبةً موافقة للحدث، منسجمةً معه، فيتحدّث إليهم حول ضرورة التوبة إلى الله تعالى، والندم على المعاصي، وحول افتقار البشر إلى الله عزّ وجلّ، وحاجتهم المستمرة له.

شاهد أيضاً

محمد الشيخ ولد ابنيجارة الى جنات الخلد والنعيم

انتقل إلى جوار ربه مساء اليوم الخميس 18 ابريل 2024    المغفور له  بإذن الوالد …