من هو رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الفائز بجائزة نوبل للسلام؟

 

لجهوده من أجل إقرار السلام مع إريتريا، أعلنت لجنة جائزة نوبل الجمعة فوز رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، بعد إنهائه سنوات من العداء وحرب حدودية بين البلدين إثيوبيا وإريتريا.

وقيمة الجائزة تسعة ملايين كرونة سويدية أي ما يساوي حوالي 900 ألف دولار، وسيكون حفل تسلم الجائزة في أوسلو في العاشر من ديسمبر القادم.

وقالت اللجنة النرويجية في أسباب منح الجائزة “تم منح رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي جائزة نوبل للسلام لهذا العام لجهوده من أجل تحقيق السلام والتعاون الدولي، وخاصة لمبادرته الحاسمة لحل النزاع الحدودي مع إريتريا المجاورة”.

في مارس من العام الماضي، تم اختيار آبي أحمد، البالغ من العمر 43 عامًا، ليكون أول رئيس حكومة مُسلم في إثيوبيا، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ البلد الأفريقي، وُلد من أب مسلم وأم مسيحية، وهو متزوج ولديه ثلاث بنات.

مع العلم أنه أول رئيس وزراء إثيوبي ينتمي لأكبر مجموعة عرقية في البلاد، وهي الأورومو، التي تشكل ثلث عدد السكان في بلد يعاني صراعات عرقية بين مجموعاته المكوِّنة التسعين.

شغل آبي أحمد منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة من قبل، كما انضم في السابق لـ”الحركة الديمقراطية لشعب أوروميا” التي قاتلت ضد نظام منجستو هيلاميريام الماركسي.

وفقا لموقع “أفريكان أرجيومنتس”، فإن ثمّة أسبابًا عِدة تبعث على التفاؤل حال انتُخِب آبي رئيسًا جديدًا للحكومة؛ إذ يأتي من خلفية دينية مُختلطة -أب مسلم كان يعمل بالزراعة وأم مسيحية.

يتحدث الإنجليزية و3 لغات محلية إثيوبية (أمهرية وأورومية وتيجرينية).

نال أحمد درجة الدكتوراة في معهد دراسات السلام والأمن (إيبس) التابع لجامعة أديس أبابا عن حل النزاعات المحلية في البلاد في أكتوبر الماضي.

ووفقًا لعاملين من داخل الحزب، فإن آبي مُتحدّث ممتاز، يُفضّل اتخاذ القرارات القائمة على حُجج وبراهين.

في الوقت نفسه، لديه خلفية عسكرية ومخابراتية مهمة؛ إذ خدم برتبة كولونيل ضمن قوات الجيش الإثيوبي، وشارك ضمن قوات حفظ السلام في رواندا.

كما أسس وكالة لأمن الشبكات والمعلومات، سعت لمراقبة الإثيوبيين العاديين، بمن فيهم المنشقون في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وبين عامي 2008 و2010، أشرف آبي على توسيع عمليات البث الإذاعي والتليفزيوني في وقت تشتهر فيه إثيوبيا بانعدام الحريات الصحفية.

وخدم في الحزب الحاكم وزيرًا للعلوم والتكنولوجيا عام 2015.

يتمتع إقليم “أوروميا” المنتمي له رئيس الوزراء الجديد بحكم شبه ذاتي، وغالبية عرقية “الأورومو” من المسلمين، وتمثل كبرى القوميات في إثيوبيا.

 

تهدئة النزاع مع إريتريا

 

استعادت إثيوبيا وإريتريا العلاقات في يوليو 2018 بعد سنوات من العداء وبعد حرب حدودية استمرت من عام 1998 إلى عام 2000.

وقرر آبي أحمد التوجه إلى العاصمة الإريترية أسمرا، في الـ8 يوليو في أول زيارة تاريخية له لإعادة العلاقات بين البلدين،

وفي مشهد آخر لم يسبق له مثيل خرج آلاف الإريتريين للترحيب بآبي، وفقاً للقطات بثها تليفزيون إريتريا الحكومي، ورفرفت أعلام إثيوبيا على امتداد شوارع إريتريا، وزينت السلطات في أسمرا الشوارع بالأعلام الإثيوبية والإريترية، لاستقبال الوفد رفيع المستوى.

في التاسع من يوليو من العام ذاته، وقعت إثيوبيا وإريتريا “إعلان المصالحة والصداقة”، تم بموجبه فتح السفارات بين البلدين وتطوير الموانئ واستئناف رحلات الطيران، في بوادر ملموسة على التقارب الذي أنهى عداءً استمر عقدين من الزمان.

أنهى الإعلان إحدى أطول المواجهات العسكرية في أفريقيا، والتي زعزعت الاستقرار في المنطقة، ودفعت الحكومتين إلى ضخ أموال طائلة من ميزانيتيهما للإنفاق على الأمن والقوات المسلحة.

وقال آبي في تصريحات بثّتها قنوات التليفزيون الرسمي في كلتا الدولتين: “بعد النقاش..اتفقنا على إعادة فتح سفارتينا”. وبثت القنوات التليفزيونية صورا للزعيمين خلال عشاء رسمي أقامه أسياس وشوهد فيه الزعيمان وهما يتحدثان إلى بعضهما.

في الـ14 أكتوبر من العام الماضي، وصل الرئيس الإريتري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة رسمية استغرقت يومين، وكانت الزيارة الثانية بعد إنهاء البلدين خلافاتهما.

وبحث أفورقي وآبي أحمد خلال الزيارة العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأعاد فتح سفارة بلاده لدى أديس أبابا، بعد إغلاق دام نحو 20 سنةً.

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …