عزيز ليس بوتين وموريتانيا ليست روسيا…

 

عزيز ليس بوتين وموريتانيا ليست روسيا…
يتشابه محمد ولد عبد العزيز وافلاديميير بوتين في النزعة الاستبدادية.
ما عدا ذلك, فإن الرجلين يختلفان اختلافا جذريا, فالرئيس الروسي مُحبب جدا لدى الروس, ليس فقط بسبب كاريزميته, لكن أيضا بسبب إنجازاته الاقتصادية العملاقة التي حققها, خصوصا خلال حقبته الأولى.
أما ولد عبد العزيز فلم يقترب أبدا من درجة بوتين في حب الموريتانيين له, كما أن شعبيته تآكلت كثيرا في السنوات الأخيرة من حكمه, وفشل بشكل ذريع في تحقيق تنمية تذكر على الرغم من كل الفُرص التي توفرت له, ناهيك عن استشراء الفساد بشكل لم يسبق له مثيل فترة حكمه, كما أن قطاعات عريضة في صفوف المثقفين والمؤسسة العسكرية تمقته, أي أن رصيده السياسي نفد حتى قبل أن يُغادر الرئاسة.

قد يُخيل إلى ولد عبد العزيز أنه لا زال قادرا على التأثير في مجريات الأمور أو حتى إجراء انقلاب ثالث, لكن دخوله على المشهد لا يخدمه ولا يخدم الرئيس الحالي ولا الساحة السياسية.
نصيحتي لعزيز هي أن يلزم الصمت ويبتعد عن الأضواء, إذا كان يريد لنفسه ولموريتانيا خيرا, وقديما قال المثل الحساني أن “فحلين ما ينهدُّو افدولة”, ولا يُمكن أن تُقاد موريتانيا من طرف رجلين.
أعتقد أنه على المعارضة الموريتانية أن تتعلم من درس انقلاب 2007, وتتناسى خلافاتها مع النظام و تُعلن بشكل واضح تشبثها برئيس واحد, منتخب بشكل ديمقراطي.
أتمنى كذلك من كل نُخب موريتانيا ومُدونيها وفاعليها السياسيين الوقوف في صف واحد دعما للنظام الجديد حتى يتم تحييد خطر ولد عبد العزيز.
أتمنى أيضا من الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني أن يستشعر الخطر قبل أن تقع الواقعة وأن يُدرك أن عهده هو مع الله أولا وموريتانيا ثانيا قبل أن يكون مع ولد عبد العزيز, ثم إن من يلزمه الوفاء بالعهد الآن هو السيد محمد ولد عبد العزيز, الذي أكمل مأمورياته بسلام. 

السعد حمادي

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …