بوعماتو – القصة الكاملة

1- بداية، ولد بوعماتو – مع احترامي له – ليس مناضلا ولا ناشطا حقوقيا على الاطلاق،
2- ولد بوعماتو مجرد شخص طبيعي ومواطن عادي تعرض للظلم على يدي صديقه وقريبه الرئيس السابق،
3- ولد بوعماتو رجل اعمال ناجح، وخلافه مع الرئيس السابق ليس بسبب الفساد او حقوق الإنسان (تم تكريم بوعماتو وتوشيحه من طرف الرئيس السابق بينما كان زملاؤه رجال الأعمال يقبعون في السجن)،
4- الخلاف بين الاثنين اقتصادي ومالي بحت، وقد كان للمرحوم اعلى ولد محمد فال بدوره نصيب منه هو الآخر، كما سنرى لاحقا،
5- بعد الانقلاب على ولد الطائع توقع بوعماتو ان يحصل على امتيازات خاصة مماثلة لتلك التي كان يحصل عليها اقارب ولد الطائع في عهده، وأقصد اهل عبد الله وأهل انويكظ،
6- المرحوم اعلي رفض التدخل في منافسات رجال الأعمال أو تمييز احدهم على الآخر، لكن بوعماتو احس ان المرحوم قد طعنه في الخاصرة حين طرحت الحكومة مناقصة لرخصة ثالثة من الهاتف الجوال،
7- لم يرض الامر بوعماتو الذي كان شريكا محليا في شركة “ماتال” التونسية، ثم حاول ان يكون شريكا في الشركة السودانية الجديدة، لكنه فوجئ بالمرحوم أعلي يخص نفسه بالشراكة في ملكية أسهم الشركة الجديدة عبر مدير اعماله احمد باب ولد اعليه (رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة الحالي)، حيث تملك نسبة 12% من اسهم الشركة،
8- غضب بوعماتو كثيرا واسرها في نفسه، ثم وجد الفرصة للانتقام بعد الانقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله وما تلاه من اتفاق داكار وترشح المرحوم اعلي ولد محمد فال، فقرر بوعماتو دعم “عزيز” وحشد له كل ما أمكن (وليس قليلا)،
9- توقع بوعماتو بعد فوز عزيز انه سيكون الممثل الوحيد للدولة في القطاع الخاص، بمعنى انه سيحتكر كل الصفقات العمومية، خصوصا بعد الخدمات الجليلة التي قدمها – للأمانة – للدولة وللجيش في عهد عزيز، لكن غاب عنه ان هذا الأخير له ثأر قديم مع المال العام وسيتصرف فيه مثل “مطلوس من فم اسبع”،
10- لقد كان “عزيز” قريبا جدا من مركز صنع القرار في الدولة ايام ولد الطائع حين كان يرى بنفسه الملايين والمليارات وهي تنهب يمينا وشمالا، ولم يكن له هو سوى ميزانية الأمن الرئاسي،
11- بدأ الخلاف بين الاثنين حين اخذ عزيز – عبر سمساسرته الجدد – يتجه لإيثار نفسه بكل شيء تقريبا، فأحس بوعماتو بنذر العاصفة، وبدلا من الانحناء أمامها قرر الخروج من البلاد تاركا مؤسساته وشركاته تحت رحمة شخص حقود لا يكاد ينطفي أوار رغبته في الثأر والانتقام، وتعلمون جميعا ما حدث بعد ذلك،
12- ليست هذه ولا تلك هي أولى الطعنات او الضربات التي يتلقاها بوعماتو من الحكومات الموريتانية، فلقد سبقتها واحدة أكثر خطورة حدثت ايام ولد الطائع حين امتنع بوعماتو عن دعم احدى لوائح الحزب الجمهوري في اينشيري، فتحركت المخابرات لتوجه اليه سلسلة من الضربات القوية:
أ) تم استثناء شركة ماتال من قانون الاستثمار ما افقدها ميزات هائة،
ب) أعلنت الضرائب ان رأسمال وارباح بنك بوعماتو GBM اعلى بكثير مما هو مصرح به، وطالبت بضرائب كاملة مع غرامة ضخمة على الاحتيال،
ج) أجبر بوعماتو على الاستقالة من رئاسة اتحاد ارباب عمل موريتانيا CNPM لصالح غريمه ولد المختار الحسن،
13- لم يستطع بوعماتو حل هذه المعضلة الا بعد لقائه بولد الطائع بواسطة من النائب “موريس بنزا” والعقيد الشيخ سيد احمد ولد باب (رئيس الجمعية الوطنية الأسبق)،

14- بوعماتو رجل محسن، ومحسن جدا، لكن – غالبا – على قاعدة “الاقربون اولى”، فما من احد من حاضنته الاجتماعية احتاج الا ووجد عند بوعماتو ما يكفيه، اموال سائلة وهبها لهم بمئات الملايين، دور وقطع ارضية وعقارات مختلفة وزعها عليهم بالمجان،
15- أكثر المستائين من عودة بوعماتو الآن هم عزيز وولد أجاي وبعض متملقي عزيز السابقين في هذا الفضاء، لكن بعض التجار من اقارب الغزواني ايضا (وربما الغزواني نفسه في مرحلة ما قادمة) لن يشعروا بالراحة كثيرا، لان عودة الرجل تعني إما انه سيكون منافسا جديا لهم، وإما أنهم سيتصرفون معه كما تصرف عزيز معه، وهو أمر غير مرغوب فيه، على الاقل في بدايات تشكل النظام الجديد.
16- أخيرا، الوقوف مع بوعماتو ينبغي ان يكون من منطلق انساني بحت (وهو غير دافع الكثيرين في دفاعهم عنه الآن) على اساس انه شخص تعرض للظلم والنفي وتعطيل الأعمال والتسبب في خسائر بالمليارات، بل وحتى في حرمانه من زيارة اقرب الناس له إلى حد انتقالها للرفيق الاعلى دون ان تتاح له فرصة الوداع الاخير (اتحدث عن والدته رحمها الله)،
الذين يهللون لعودة بوعماتو ليس لاجل عيونه بل تملقا للغزواني الذي سمح له بالعودة.

#تباخيات

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …