خسارة …نعم خسارة كبيرة …


شهادتي في الفقيد سيدي ولد الطائع رحمة الله على والدينا وعليه قد تكون مجروحة طبقا للمتعارف عليه اجتماعيا فهو ينتمي بحكم أواصر القرابة و المصاهرة لمحيطي الأسري المقرب فهو بمثابة الاخ الأكبر لكنها شهادة لله و تسليط ضوء على نمط من الفاعلين الاقتصاديين الذين عرفتهم في جل مراحل حياتهم .. و كنت شاهدا على مكابدتهم للحياة .. فالفبقد رحمه الله كان في بداية مساره مشروع مناضل تم اجهاضة مبكرا في التجارة حيث شاءت الأقدار أن يمارس التجارة في مدينة اكجوجت التي دفن بها جده و سميه سيدي ولد عبد الودود ولد الطائع بعد أن توفي رحمه الله فى حادث سيارة قد يكون الأول من نوعه في تاريخ حوادث السير في البلد .
و قد يكون مارس التجارة ليساعد والده التاجر الأمين محمد عبد الله رحمه الله الذي تعرض هو الآخر لحادث سير كاد يقضي على حياته و ضعف من قدراته لكنه أيضا مارسها مكرها بععد فصله من مفتشية العمل على خلفية مشاركته في اضرابات الشباب التقدمي .. صحبة بعض رفاقه من ضمنهم الإداري و السياسي المحنك محمد محمود ولد مولاي الزين
… كاننت مدينة اكجوجت العمالية مسرحا للصراع بين الشباب الثائر و أنصار النظام القائم كثيرا ما يدور بمنزلنا في ” المصرية ” حيث يجتمع ألكبار و أصغي لهم باذان ممدودة في الهواء .. بين المناضل سيدي ولد الطايع والدي
رحمهما الله و كنت استأنس في القيلولة بحلقات الاتجاه المعاكس بينهما .. و ربما كان لتلك الحلقات الخالدة أثر في اهتمامي المبكر بالسياسة … ثم دارت الايام لينتقل المرحوم باذن الله الي قطاع النقل ثم البناء حيث خدم في كهيدي ..بشركة بريفت في مجموعة أهل عبد الله ثم بعد ذلك إلى نواذيبو حيث صار بعد عقود من الصبر و المثابرة وجها بارزا في العاصمة الاقتصادية التي بعد من أبرز وجهائها .. و اعيانها و ممثلا لإحدى أكبر دوا
لكنه حافظ مع ذلك على أسلوبه العفوي و على ميوله الى قول الحقيقة . و قد نقل عنه أكثر من مرة وقوفه مع المظلومين و مساعدته للمغضوب عليهم و نقده اللاذع لسوء التسير و للفساد .. و كان كثيرا ما يتعرض في تلك المرحلة التي حسب فيها على نظام يرأسه ابن عمه إلى اتهامات من بعض دوائر السلطة بمساعدة المعارضين .. و الواقع انه سعى رغم العراقل و الصعوبات الجمة من موقعه و بحكم خبرته في ميدانه الي دفع سياسة قطاع الصيد في الاتجاه الصحيح و كان لذلك الغرض يصطحب معه ملفاته التي يحدث عنها بدقة ..و بالجملة سعى الي ان يكون إيجابا ايام حكم ابن عمه تماما كما كان عمه سيد احمد ولد الطائع السفير و الوزير السابق رحمه الله إيجابا ايام حكم معاوية الأولي حيث نصح ابن عمه بانفتاح ملحوظ لحكمه الاستثنائي ……. و قد لا يتسع المقام لذكر الشهادات العديدة التي أدلى بها أكثر من واحد.. في حق الفقيد رحمه الله ..لكن سمعت اليوم علي حاشية القبر شهادة قالها احد الإطار النزيه مخمد سالم ولد الزامل لفتت انتباهي حيث قال لقد خسر قطاع الصيد اطارا و وطنيا بسعى دائما لخدمة أهله …و لم اتفاجا حين سمعت الحديث عن الخسارة الكبيرة في خطاب التعزية الذي جاء محملا به وفد رسمي رفيع المستوي من طرف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كما لم اتفاجا حين سمعت منقولا من مصدر ثقة عن الرئيس السابق معاوية ولد الطائع قوله ان رحيل سيدي رحمه الله خسارة كبيره .. ليس للاسرة فحسب أو كما قال هي خسارة كبيرة لخلق كثير …. نعم انها خسارة كبيرة تلك التي خلفها حادث سير على طريق العاصمة الاقتصادية التي خسرت احد اقطابها ..
اللهم ارحمه واغفر له و أكرم نزله انا لله وانا اليه راجعون

عبد القادر ولد محمد

شاهد أيضاً

من هو السفير الأمريكي الجديد في موريتانيا

رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن الدبلوماسي كريستوف آندر توكو لمنصب سفير الولايات المتحدة في العاصمة …