هكذا مات زعيم الصحراء المصطفى الولي على مشارف العاصمة انواكشوط

تحتفل جبهة البوليساريو في العاشر من مايو كل سنة بذكرى تأسيسها في نفس التاريخ سنة 1973 في مدينة ازويرات الموريتانية، ومن بين من ينالون أعلى درجات الاحتفاء في هذا اليوم المجيد بالنسبة للصحراويين، الزعيم المصطفى الولي السيد.

الشهيد الصحراوي والقتيل بالنسبة للموريتانيين لقي حتفه على مشارف العاصمة نواكشوط في يوم 9 يونيو 1976 بعد أن قاد مفرزة من المقاتلين الصحراويين، واستطاعت الوصول إلى العاصمة نواكشوط وإصابة عدة أهداف من مبنى الرئاسة.

ظهر يوم الثامن من يوليو، أبلغ أشخاص من مخيم بدوي شمال نواكشوط، مفوضية تيارت الحديثة يومها بأنها سيارات عسكرية مرت عليهم عند الصباح، ويبدو من حديثهم أنهم صحراويون.

وبسرعة انطلق مفوض شرطة تيارت رفقة صديق باتجاه إدارة الأمن لإبلاغهم بالخطر، حيث لم تتكن تتوفر المفوضية على هاتف.

عند وصولهما إلى محيط قريب من الرئاسة، كان القصف قد بدأ واستهدف الرئاسة وبعض السفارات القريبة منها، إَضافة بعض المنازل في مقاطعة لكصر، حيث اخترقت قذيفة كبيرة منزل أهل انويكظ دون أن تصيب أرواحا.

تم تحييد الرئيس المختار ولد داداه وعائلته فورا عن دائرة الخطر، وبدأت عملية تعقب المجموعة الصحراوية، التي لم تحقق هدفا عسكريا، كبيرا لكنها كشفت ظهر النظام وأكدت أن سيطرته العسكرية ضعيفة.

كانت سرية المصطفى الولي السيد قد انطلقت من تنيدوف يوم 5 يونيو، واستطاعت عبور تيرس باتجاه أكجوجت، كما قام بإخفاء عدد من براميل الوقود في مناطق متعددة، من أجل التزود بها.

قرب مدينة العصماء استوقفت سرية المصطفى الولي السيد سيارة رئيس البرلمان الموريتاني صال عبد العزيز، وقد كان مجهولا بالنسبة لهم، حيث غادروه دون أي أذى.

كانت البداية عندما رصد الجيش الموريتاني أرتالا من السيارات العسكرية قرب تورين، واشتبكت مع وحدات من الجيش الموريتاني، كبدتها خسائر هائلة، وحصلت منهم على معلومات عن بقية وحدات الهجوم.

كانت أبرز المعلومات الصادمة هي أن ثلاث سيارات بقيادة الولي المصطفى السيد قد توجهت إلى نواكشوط، وهو ما دفع القائد أحمد ولد بوسيف ومساعده المقدم محمد خونه ولد هيدالة إلى قيادة وحدة عسكرية باتجاه نواكشوط.

اشتبك الطرفان بعد انسحاب سرية المصطفى السيد، الذي لاقت أيضا مطاردة من الجيش قرب العاصمة نواكشوط.

في طريق العودة، قامت الوحدة العسكرية بقتل عدة أشخاص من بينهم سائقو شاحنات للوقود، كما فجروا أنابيب المياه في مدينة أكجوجت، وقد نجحت عملية المطاردة في تشتيت سيارات البوليساريو، إضافة إلى نفاد وقود سيارة الولي المصطفى السيد،انتهت بمقتل المصطفى السيد، دهسا بسيارة عسكرية، وفق الرواية الموريتانية، كما قتل أحد مرافقيه وأسر الثالث

وتم نقل جثمان السيد إلى العاصمة نواكشوط في طائرة عسكرية رفقة الأسير

كانت الإصابات تخترق كل جسد الولي السيد، وكان في استقبال الطائرة قادة مختلف الوحدات العسكرية والأمنية.

بعد إنزال الجثة من الطائرة، والأسير الصحراوي المرافق لها، جاء جندي موريتاني غاضب بسرعة وأطلق النار على الأسير، فأرداه قتيلا وهو ما أثار غضب قيادته العسكرية التي أحالته إلى سجن استمر عدة أشهر قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ذلك.

تعرف مدير الأمن محمد ولد اميشين بسرعة على الولي المصطفى السيد، وكان الولي قد زار نواكشوط عدة مرات قبل ذلك والتقى بمسؤولين سياسيين وأمنيين موريتانيين، قبل أن تتوتر العلاقة بسرعة بين نواكشوط والبوليساريو.

وبمقتل الولي السيد بدأت حلقة أخرى من الحرب الضروس بين موريتانيا والصحراء، ونال الأسرى الموريتانيين صنوفا من العذاب في مخيمات الاعتقال الصحراوية، قبل أن تضع الحرب أوزارها بعد الانقلاب على الرئيس المختار ولد داداه

شاهد أيضاً

التحضير لزيارة الرئيس غزواني إلى مدينة انواذيبو

التحضير لزيارة الرئيس غزواني إلى مدينة انواذيبو