لماذا استهداف مدير ديوان رئيس الجمهورية بالذات ؟

شخصيا ما كنت أريد الحديث عن هذ الموضوع لأنني مؤمن أن من يوجد في مكان مركزي وجوهري سيكون له حظ من الهجوم والنقد من طرف خصومه سواء التاريخين أو السياسين الجدد ، لكن الهجوم على السيد : محمد أحمد ولد محمد الأمين مدير ديوان رئيس الجمهورية يبدو أنه خرج عن سياقه الطبيعي ومساحة الاختلاف المشروعة في أي اختلاف كانت طبيعته وإن كنت أراه خلافا من طرف واحد لايتبناه الرجل مطلقا .
وانطلاقا من ذلك وبعجالة مختصرة فإنني أشهد لهذ الرجل بدماثة الأخلاق والرزانة والصبر الجميل ، ذاك مبلغ علمي عنه منذ إلتقيته مرة في اجتماع مع مرشح الإجماع الوطني حينها ، وحين وقف بجواري صدفة في نشاط جناح ولد هنضية الداعم لمرشحنا أنذاك ، ومرة حين أنزوى قليلا عن رئيس الجمهورية في بومديد وهو يصافح ذويه ومقربيه وهو موقف أثار انتباهي وأدركت جيدا أنه رجل يعرف جيدا وبعمق مهامه ومتى تبدأ وكيف تنتهي .

تلك شهادتي فيه ولا أرى أن تلك الصفات سوى مدعاة لإحترامه وليس مانشاهده من أصحاب القلوب الحاقدة .
أما بخصوص مساره الوظيفي ومستوى تعاطيه مع الواقع والأحداث وتكييف ذلك مع مهامه كمدير للديوان فلم نشاهد منه سوى رجل يمارس عمله باحترام وتقدير ووقار غير مسبوق في تاريخ هذ المنصب الحساس خصوصا في ظل نظام رئيس يعمل بصمت وينجز بصمت فماذا تتوقعون من مدير ديوانه أن يكون ؟
أن يقود جناحا سياسيا مثلا ؟
أن يضرب بعض الأطراف ببعض ؟
أن يختلق الخصومات ويجيش الساسة بعضهم ضد بعض ؟
أن يترك مهامه ويفتح الباب لتمرروا أنتم أجنداتكم مقابل أن تصفوه بالرجل المناسب في المكان المناسب _ وإن كان كذلك فعلا _ مثلا ؟
طبعا كل ذلك لن يحدث مطلقا فهل تتوقعون من إداري محنك ، ووزير داخلية سابق ، وسفير سابق في مالي ذات الأهمية الدبلوماسية الأمنية الحساسة أن يكون لعبة بأيديكم لكي تعلنوا رضاكم عنه ؟
إنها لعمري لقمة السذاجة والسطحية وعدم الواقعية في أبهى تجلياتها ..
ولإنكم مرة أخرى لتحتاجون لمن يشفق عليكم لفرط سذاجة طرحكم وتصوراتكم حين تريدون أن تجعلوا من رجل بهذه التجربة وهذه الثقة لدى رئيس الجمهورية ولدى معظم الفاعلين أن يكون خصما لكم حتى تعادلوا كفة خطابكم المهزوم أصلا بحشر رجل في مشهد تفتعلوانه لحاجة في نفوسكم فقط لا أساس له على أرض الواقع وصار متجاوزا في ظل نظام موريتانيا المتصالحة مع ذاتها .
تلك شهادتي ، وذاك موقفي ، وعلى الدنيا السلام .

بقلم : الصحافي : الشيخ المهدي النجاشي

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …