فيلم إراني عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

5757_10.sized

انتهى المخرج الإيراني مجيد مجيدي مؤخراً من تصوير فيلم سينمائي بعنوان “محمد صلى الله عليه وسلم”، ويشهد هذا الفيلم أول ظهور فني للنبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد تداول معلومات وأخبار على مدار العام الماضي حول اتجاه إيران لإنتاج أول فيلم يظهر به الرسول الأكرم، لتفجّر تلك الأخبار عاصفة من الجدل في العالم الإسلامي على شبكة الإنترنت، في حين لم تحرك الجهات الإسلامية “السنية أو الشيعية” ساكنا للبتّ في الأمر، حتى أصبح الفيلم السينمائي أمراً واقعا.

وتم تصوير مشاهد الفيلم فى منطقة “كرمان” ومدينة “نور” السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران، حيث جرى تصوير المشاهد المتعلقة بهجوم إبرهة الحبشي، وأجزاء من المدينة المنورة، وحركة القوافل بين مكة والمدينة قبل البعثة، حيث تم بناء مجسّم لكعبة صغيرة مبنية من الأحجار ومغطاة بالقماش والمعلقات المتعلقة بالعصر الجاهلي وقد ملأتها الأصنام، حيث كان ارتفاع الكعبة قليلا قبل ولادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما تم جلب عدد من أشجار النخيل من منطقة “بم” بشرق إيران وزرعها في أطراف المدينة السينمائية، بجانب إنشاء نحو 60 بيتا لتصبح أجواء الفيلم أكثر واقعية.

ومن المتوقع أن يشهد الفيلم جدلاً كبيرا، حيث سيظهر فيه الرسول الأكرم لأول مرة على الشاشة بعد أن امتنع صناع الفن في العالم العربي والإسلامي من الاقتراب من تلك المنطقة المحظورة والشائكة؛ نظرا لكثرة الفتاوى التي تحرّم تماماً تجسيد الأنبياء والرسل وآل البيت على الشاشة بشكل عام، وشخصية الرسول بشكل خاص، بينما أصرّ المخرج مجيد مجيدي على تجسيد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأول مرة في التاريخ.

ورغم علم المخرج الإيراني بخطورة الموقف وإشكاليته، وكم الهجوم المتوقع عليه، إلا أنه لديه ما يبرره؛ حسب تعبيره إذ قال: إن “إنتاج فيلم عن النبي يظهر فيه بهيئته، جاء بسبب قلة الأفلام التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي المجيد وحياة الرسول الأعظم، حيث لم يتم إنتاج سوى عدد قليل من هذه الأفلام قبل أكثر من 40 عاماً، في حين تم إنتاج أكثر من 200 فيلم عن حياة النبي عيسى، وأكثر من 100 فيلم عن حياة النبي موسى، فمن الطبيعي ألا يعرف المسلم كثيرا عن حياة نبيه العظيم؛ بسبب قلة الأفلام التي تم إنتاجها عن حياته الشريفة، كما أن إنتاج فيلم عن طفولة النبي في الوقت الحاضر الذي تشهد فيه الهوية الإنسانية أزمة خانقة للغاية، بعد سقوط بعض القيم الأخلاقية والإنسانية لدرجة جعلتنا نعيش فيما يسمى بالجاهلية الحديثة، سيجعل من الفيلم مشعلاً يضيء الدرب للجيل الراهن والمستقبل”.

وأردف مجيدي: “نشر كتاب “آيات شيطانية”، وإنتاج أفلام تسيء لشخصية النبي والقرآن الكريم والقيم الإسلامية، ونشر صور كاريكاتورية ضد نبي الرحمة في الدنمارك، كان الدافع لي لإنتاج مثل هذا الفيلم الكبير، لكشف غبار التضليل عن الوجه الناصع لهذا النبي الكريم”.

جدير بالذكر أن هذا الخبر يأتي بعد اندلاع موجة من الجدل في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي إثر ظهور مسلسل “يوسف الصديق” -عليه السلام- ثم اتساع تلك الموجة مع إعلان فضائيات مصرية وعربية عن عرض المسلسل الإيراني “الحسن والحسين” مدبلجاً باللغة العربية في شهر رمضان الماضي، مما أثار حفيظة علماء وشيوخ الأزهر الشريف الذي رفع قضية تطالب بمنع عرض المسلسل لمخالفته للشريعة الإسلامية –من وجهة نظر الأزهر- إذ لا يجوز تجسيد الصحابة وآل البيت في عمل فني، ورغم ذلك تم عرض المسلسل، ورغم كل الجدل المنتظر والفتاوى المتوقع صدورها حول فيلم “محمد صلى الله عليه وسلم”، فإن هذا لا يمنع أن الأمر قد بدأ السير فيه قدماً، وسيرى الفيلم النور قريباً، وسيشاهده العالم العربي والإسلامي بل والغربي أيضاً سواء المؤيدون أو المعارضون.
يذكر بأن الفيلم سيعرض على قنوات عربية وتركية وعالمية في الأشهر القادمة بعد الترويج للفيلم من النواحي الإعلانية .

شاهد أيضاً

قائمة التعينات في مجلس الوزراء اليوم

قائمة التعينات في مجلس الوزراء اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *