الزعيم محمد محمود ولد سيدي المختار ولد محمد محمود ولد النهاه ولد لمرابط سيد محمود الحاجي ، زعيم عامة أهل سيدي محمود.

 

في نهاية إبريل ١٩٤٧ دُعي أعيان موريتانيا إلى مدينة سين لوي ( اندر) للقاء الرئيس الفرنسي (فانسان أوريول – Vincent Auriol) فيما عرف (بحصرةِ السيفات).

تولى (فانسان أوريول – Vincent Auriol) رئاسة الحكومة الفرنسية المؤقتة من 28 نوفمبر إلى 16 ديسمبر 1946.
كما أصبح أول رئيس للجمهورية الفرنسية الرابعة ، وتولى الرئاسة من 16 يناير 1947 إلى 16 يناير 1954.

وبعد أشهر من توليه الرئاسة زار السنغال ، حيث وصل إلى داكار يوم 22 أبريل 1947 ، ثم انتقل إلى سان لوي (اندر) للقاء وجهاء وأعيان المستعمرات الفرنسية بغرب إفريقيا.

تداعت وفود الأعيان (السيفات) زعماء القبائل من المنتبذ القصي إلى حصرة اندر.

حدثني شيخ حضر تلك الحصرة قال:
كان نجم تلك الحصرة هو الزعيم محمد محمود ولد سيدي المختار ولد محمد محمود ولد النهاه ولد لمرابط سيد محمود الحاجي ، زعيم عامة أهل سيدي محمود.

وصل الرجل في موكب عظيم ومُلك كبير من منطقة ارگيبة إلى مدينة اندر ، وكان لايشرب إلا (محض اللقاح صافي اللون سلسال) فكانت ضمن موكبة نوق خاصة تحلب له ، وكانت تعلق بجانبه شكوة حمراء خاصة يُسقى منها.
كان يتعاطى الشم ودأب على وضع نشقة منه بين إبهامه وسبابته فكان لايسلم إلإ بثلاثة أصابع.

يقال إن الحاكم الفرنسي في اندر قال إنه لم ير أبهة الملك إلا لدى زعيم أهل سيد محمود فهو الوحيد الذي يحظى ببروتوكول رسمي.
وكانت الهيئة المسؤولة عن الضيافة في اندر ترسل له يوميا الموائد المخصصة لضيافته والوفد المرافق له ، فكانت الأواني ترجع كما جاءت لايمسها أحد ، فقد أحضر معه من التموين ما يكفيه والوفد المرافق له طيلة إقامتهم في اندر.

يقول محدثي بشيء من الأسى:
ما حز في نفسي أن الترجمان الشهير محمدن ولد أبنو المقداد توفي قبل هذه الزيارة بسنوات، فقد توفي سنة 1943 ، ولو كان شهد ذلك الحدث لكان للبظان شأن آخر ، لما عرف عنه من خدمة قضاياهم علاوة على جودة ترجمتة ودهائه.

ويضيف محدثي: في إحدى زيارات محمد محمود ولد سيدي المختار زعيم أهل سيدي محمود لمدينة اندر قام الترجمان محمدن ولد أبنو المقداد (دودو سك) بالترجمة بين محمد محمود والحاكم الفرنسي ، فترجم الكلام ببراعة فائقة أعجبت الزعيم ، فلما انتهت المقابلة أومأ محمد محمود إلى أحد مساعديه مشيرا إلى الترجمان ولد ابنو المقداد قائلا:
هذا لكويري امعيدل أعطيه شِ !!
فأرسل له (ثلاث حزم من لمزرنف)

ومما يروى أن محمد محمود ذات لقاء همّ بالسلام على الوجيه محمد محمود ولدكبادى الملقب (اندحمودى) بأصابعه الثلاثة فقال له:
انت لا مَدّيت أيدَك كاملة بالسيف لاهِ انسلمْ اعليك أحرَى مادْ منها أثلت أصباع.

وذات وعكة صحية قدم عليه الأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد (الدان) يعوده ـ وكانا صديقين حميمين ، فسلم محمد الراظي على الأمير بثلاثة أصابع!!
ولما انصرف الأمير، قيل له: هذا لمرابط إيسلم عليك باثلت أصباع؟!
فقال الدان: سياني عندي بركة أيدو كاملة وبركة اصبع واحد منها..
هذا ماهو امعدلو إليانَ ، هذي ألّا احويلة امعدّلها لأهلو ينعت لهم عنّو إيسلم على الامير بروص الأصباع!

كان محمد محمود رحمه الله قائدا فذا عرف بالحكمة والشجاعة والذكاء.

كامل الود

نقلا عن صفحة المدون إكس ولد أكرگ

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …