أسرة المعهد تتظلم / الدكتور الطالب اخيار اعمر سيدي

مضت أعوام هي كألف سنة مما تعدون، وأسرة المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية تطالب بتسديد مستحقات وديون، وكلما عُين مدير وعد بصرف الديون، ولم يكن كوعد بلفور، بل كان كوعد عرقوب الذي هو أكذب الوعود.

تعاقب على مؤسسة المعهد ستة مديرين ما بين سنة خمسة عشر وألفين وسنة واحد وعشرين وألفين، ولم يكن تعاقبهم على المعهد كتعاقب الملائكة فينا، (جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون)، أما المديرون فيقولون: جئناهم وهم يشكون تأخر صرف حقوقهم، وتركناهم وهم يعانون.

يقول هذا المدير عندما يطالب بالتسديد ذاك في زمن فلان، ويقول آخر ذاك في عهد علان، وكأن الادارة إدارة أشخاص لا إدارة مؤسسات، يماطل هذا، ويسوف ذاك، نعم هي إدارة أشخاص كلما أتى آتٍ إلى رئاستنا أو وزارتنا أو إدارتنا، صبغها بصبغته، صبغة (لا تنفذون إلا بسلطان)، فالسلطان فيها كلها للمتنفذ والمقايض والوسيط، وهذه الثلاث قضاء مبرم على العدل والمساواة والحكم بالقسطاس المستقيم، فمن لا متنفذ له لا منقذ لحقوقه، ومن لا مقايض له ولا وسيط فلا شيء له وإن كان حقه ثابتا ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد تسلل بعض الزملاء بالمعهد لواذا، ولاذوا بمتنفذ فصرف لهم حقوقهم، وعوٌق حقوق سائر زملائهم، وربما قايض آخرون من قبلُ فكان لهم ما قايضوا عليه.

فياويح كتيب أبيض يمكن وصفه بما وصفت به النار (أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة).

فحينما طبع الكتيب الأبيض – قبل ثلاث سنين – وضُمن متأخرات أسرة المعهد، ظننا أن يدا بيضاء ستنفص عنه غبار الظلم والمماطلة، وتسدد الحقوق لأصحابها، لكن هيهات.. عندئذ صار الكتيب أحمر، نعم صُبغ بدم القلوب التي أهدر المفسدون حقوق أصحابها، أهدروا عرق جبينهم ودم قلوبهم.. بعدها صار الكتيب أسود، إنه طُبع بسواد الظلم (إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)، ولا يزال أسود مظلما حتى يُرفع الظلم عن هؤلاء بتأدية متأخراتهم وقد مضى على مأمورية ابن الغزواني سنتين، وإن الله لينصر الدولة الكافرة إن كانت عادلة، ولا ينصر الدولة المسلمة إن كانت ظالمة، وأي ظلم أعظم من امتصاص دماء الناس بلا مقابل، والاستحواذ على حقوقهم دون مُسائل، ولايزال الظالم يسوف ويماطل…

وإذا كانت بنود النهب للمال العام لا تحصى ولا تعد، فهل من بند واحد يحسُبُ ويعُد، ليسدد المتأخرات لأسرة المعهد، في هذا اليوم قبل الغد، والله وحده المستعان، وهو الفرد الصمد.

شاهد أيضاً

التحضير لزيارة الرئيس غزواني إلى مدينة انواذيبو

التحضير لزيارة الرئيس غزواني إلى مدينة انواذيبو