الدكتور الشيخ ابراهيم ولد آگية ينعي الراحل الأستاذ يوسف نجاح

صعب هو خبر فراق الخلان والأحبة والأصدقاء وأصحاب الود ويكون أصعب إذا كانوا قد رحلوا بحيث لاندري كيف رحلوا ولم نتمكن من وداعهم لبعد المسافة بيننا وإياهم ويزداد ألمنا أكبر إذا رجعنا الي آخر كلمات نسمعها منهم ودققنا فيها ووجدناها تترجم صدق مشاعرهم وتشكل في معناها وداعا واضحا وجهوه لنا قبل الرحيل ولم نفهم أنه كان وداعا الا بعد رحيلهم كانت تلك حالي مع أحد الذين أكن لهم محبة وودا كبيرين إنه الأستاذ يوسف نجاح لعبيدي لمباركي الذي هو بالنسبة لي أخ أكبر وصديق عزيز وأستاذ وقدوة
صلتي بالاستاذ تترجمها آخر محطات أعماله الثقافية في التاريخ والتراث الحساني وهو كتابه عن إمارة أولاد أمبارك المعنون ب ” المتدارك من أعلام أولاد أمبارك ” الذي طلب مني التقديم لطبعته الأولى
كان رحمه الله دائم التواصل معي أحيانا نناقش بعض الأمور التي يقدمها في شكل استفسارات يريد توضيحها ويثبت النقاش وتبادل المعلومات دائما أنه أكثر إحاطة بها وادق معلومات حولها وتنتهي الدردشات وأنا مستفيد بدل أن أفيده بجديد أوبما يزيده علي ماكان عنده

رغم فارق العمر بيننا كان دائما يحرص علي أن يرسخ في ذهني أننا صديقين وزميلين وكنت أسعي لأن تكون علاقتنا أخوية او تربوية أخ أصغر بأخيه الأكبر وتلميذ بأستاذه

كنت آخر من يتواصل معه من معارفه في موريتانيا التي كون فيها شبكة من العلاقات القوية فكأنه أراد أن يبعث الي برسالة ووداع خاصين فقبل ايام قليلة تواصل معي وطلب مني باسلوبه المهذب اللبق أن أتولي مهمة توزيع الطبعة الجديدة من كتابه المتدارك وترجمته لكتاب أولاد أمبارك في الجنوب الغربي علي بعض المكتبات بانواكشوط وأعطاني عناوين مكان الكمية المخصصة للتوزيع وواكبني عدة ايام حتي انتهت عملية التوزيع مساء الاثنين الماضي وعند تلقيه آخر رسالة مني اطلعه فيها علي انتهاء عمليةالتقسيم كان فيما يبدو قد بدأ يفقد القدرة علي الكلام نتيجة لظروفه الصحية فرد علي رسالتي بأخري مكتوبة جاء فيها “جزاك الله بخير شريفنا الغالي ” ثم خرج التغطية كانت كل تلك المواكبة والحرص علي تزويد المكتبات بالكتب والمعرفة تتم وهو في المستشفى ولم يرد أن يشغل بالي عليه فلم يشعرني بذلك وبعد أن توصلت بخبر اصابته الحادة بالفيروس تواصلت معه للاطمئنان ولكن كان الأوان قد فات للأسف اولي رسائلي وصلت ولكنها لم تفتح علي الإطلاق ولم تقرأ وبقية الرسائل لم تصل فيبدو أن آخر عهد له بالهاتف كان وقت أن كتب لي عبارة الوداع تلك ” جزاك الله بخير شريفنا الغالي “

إلي جنات الخلد ياأخي واستاذي يوسف نجاح وإنا علي فراقكم لمحزنون ولا نقول الا مايرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لصابرون ومحتسبون رغم الفاجعة الأليمةوالخسارة الكبيرة

عزاؤنا لأنفسنا أولا وللأسرة الكريمة ولكافة مجتمع صه ولجميع اصدقاء المرحوم ومحبيه وللثقافة والأدب فالفقيد فقيد الثقافة والعلم أولا لما قام به من أدوار ولما انجز وانتج من كتب ودراسات من أهمها:

1 مبادئ الأدب الحساني
2 معالم الأدب الحساني
3 المتدارك من أعلام أولاد أمبارك
4ترجمة كتاب أولاد أمبارك في الجنوب الغربي الموريتاني
5 تكملة المتدارك

هذه الدراسات تشكل بمضمونها الجيد مكتبة غنية في التاريخ والتراث الحساني والبيضاني في منطقة غرب الصحراء جعل الله ذلك في ميزان حسناته
للمرحوم أيضا خبرة واتقان بأدب وفنون البيضان تترجمها مشاركاته في البرامج الاذاعية والتلفزيونية وكذلك مشاركاته التحكيمية في مسابقات الأدب والتراث المختلفة

إن إمارة أولاد أمبارك اليوم تفقد فارسا من فرسانها بحجم اعل بوسروال سلطان بنعوم او خطري او الكفيه او غيرهم من رموز الامارة وفرسانها الأشداء فهؤلاء إن كانوا صنعوا وأثبتوا للامارة تاريخا ومجدا فان يوسف نجاح اثبت لها بقلمه ومعرفته وموضوعيته وجهوده البحثية كل تاريخها المجيد ودافع عن اسهاماتها في التاريخ عموما وأبان عن محوريتها في تاريخ المنطقة بقلم سيال لايكل ولاينكسر

فهو كما قال جرير في الفرزدق

لتبك عليه الإنس والجن إذثوي$
فتى مضر في كل غرب ومشرق$
فتى عاش يبني المجد تسعين حجة$
وكان الي الخيرات والمجد يرتقي$

إنا الله وإنا إليه راجعون

الشيخ ابراهيم آگيه
انواكشوط 14/08/2021

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …