شيرين صوت الحق الذي لن يغيب صداه

لاشك أن فقدان قناةالجزيرة لصوت صحفي كشرين أبو عاقله يعد خسارة كبيرة لحضور هذه القناة الإخبارية في فلسطين والأراضي المحتلة فهي من أكثر الصحفيين حضورا وتغطياتها للأخبار تمتاز بالمهنية وبلا شك أن الإعلاميين الفلسطنين معروفون بالتميز وقاسمهم المشترك هو الإيمان بالقضية الفلسطينية ولاشك أنهم بذلك سيكونون قادرين علي تعويض الثغرة التي خلفها رحيل شرين ، لكن أيضا من المهم أن نسجل الملاحظات التالية حول رحيل أيقونة الإعلام العربي والفلسطيني شيرين
_ فقد شكل رحيلها فرصة جديدة لتذكير العالم بمعاناة الفلسطنيين فحتي وسطاء نقل تلك المعاناة (الصحافة) غير مسموح لهم بنقلها ومن حاول منهم ذلك يكون مصيره الإعدام الفوري فلا سترة الصحافة تمنحه حصانة ولا الكامرا والورقة والقلم يكفيان للبرهنة علي سلميته ويوضحان طبيعة مهمته فكل فلسطيني في نظر المحتل هدف للقنص والقتل سواء حمل السلاح أو حمل الحجارة أو حمل الكامرا والور قة والقلم أو لم يحمل شيئا
_ أن وفاتها شلكت تتويجا حقيقيا لمسيرتها المهنية وكأنها تريد أن. تقول للعالم إذا كنتم لم تفهموا طبيعة وحقيقة المحتل عبر ماصورته لكم في آلاف التقارير طيلة خمسة وعشرين عاما فإنني سأمثل لكم المشهد تمثيلا حيا فختمت سلسلة تقارير الخمسة والعشرين عاما بتقرير حي لا كلام فيه كل مافيه مشاهد وحشية ومرعبة فكانت تفاصيل المشهد كالتالي قناصة محترفون يمتلكون أحدث انواع الببنادق يطلقون النار بتصويب مباشر علي صحافة يرتدون ستراتهم التي كتبت عليها عبارة صحافة بشكل واضح دون تحذير أو تنبيه مسبق فكانت النتيجة تساقطهم مابين قتيل وجريح ثم مواصلة إطلاق النار عليهم في محاولة لمنع أي تدخل أو إسعاف هذا المشهد مشهد يومي يقوم به جيش الاحتلال بشكل عادي ضد الفلسطنيين في كل شبر من فلسطين حتي في المساجد والكنائس وكانت شيرين ورفاقها يوافون العالم به يوميا في تقاريرهم الإخبارية بالصوت والصورة ولكن العالم لا يحرك ساكنا لكن التقرير هذه المرة كان تمثيلا حيا للمشهد وموثقا بالكامرات
تقريرك ياشرين هذه المرة وصل للملايين عبر العالم أزال الصمم عن من صمت آذانهم وازال الغشاوة عمن ختم بها علي سمعهم وابصارهم وبدأ العالم ينتبه من جديد لمعاناة الفلسطنيين
كانت جنسيتها الأمريكية عاملا آخر مساعدا علي توجيه مسار قضيتها ثم قضية فلسطين ومعاناة أهلها وكأنها رتبت لكل شيئ واختارت بعناية رصيد دعم للقضية يعوض انقطاع صوتها ليحوله إلي اصوات تزعج المحتل وتسبب له صداعا سيرافقه لمدة ومن يدري قد يكلفه خسارة جزء كبير من دماغه ومادة تفكيره فهاهي الأصوات ترتفع من داخل الكونگرس الآمريكي لتدين وتشجب وتندد وتتسائل عن التمادي وعدم الكف عن دعم محتل يضيق علي الحريات ويمارس إرهاب الدولة وينتهك حقوق الانسان ويمارس ابشع أنواع القتل والتشريد

– شكلت وفاتها عنوان تضامن لكل الفلسطنيين ولكل من يحمل ذرة من الإنسانية في قلبه فالمسيحيون تضامنوا معها علي أساس مسيحيتها والامركيون علي أساس جنسيتها والصحافة الدولية علي أساس مهنتها والعرب والمسلون علي أساس عروبتها وتفانيها في خدمة قضية العرب والمسلمين الأولي القضية الفلسطينية لذلك حملت شخصيتها أكثر من عنوان للتضامن فعلي الفلسطنيين وكل من يدعمهم أن يعي أهمية الأمر ويعمل علي استغلال كل تلك العناوين من أجل محاسبة من قتلوها ومن أجل تنوير الرأي العام العالمي والغربي منه علي وجه الخصوص بمعاناة الفلسطينيين وبوحشية الاحتلال وطغيانه

أما عن قضية نوازل أ هل لخيام التي غالبا تسلك مسلكا خاصا يغيب طرحه عند غيرهم فإنني لا أريد أن أكون فقيها فيسبوكيا أحرم واحلل وأشرع واجيز قضية الترحم عليها أو عدمه لعدم معرفتي بالحكم الشرعي في ذلك وحكمي فيه هو تقليد من أفتي به من العلماء الذين يعلمون حكم ذلك بالدليل هذا مع علمي أن ترحمي عليها وغيري قد لايفيدها بشيئ فربها الذي خلقها أدري بحالها فهو إن شاء رحمها يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور وهو القائل جل من قائل ” ربكم أعلم بكم إن يشأيرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا” وقال جل من قائل ” إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء “

وعموما فقد شهد لها من عرفها من المسلمين وغير المسلمين ممن ساكنوها وعملوا معها بحسن الخلق وطيبة النفس وفي الحديث ” مامن شيئ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة” أو كما قال صلي الله عليه وسلم ،
الحديث رواه أبو الدرداء وحدث به الألباني وصححه الترمذي

وعموما فلسطين كلها تعزي فيها بدليل ماشاهدناه من اتفاقهم جميعا بمختلف دياناتهم وتياراتهم وجهاتهم ومدنهم علي ذلك فعزاؤنا لكل الشعب الفلسطيني ولكل زملاء الراحلة في الجزيرة وفي غيرها من المؤسسات الإعلامية

الشيخ ابراهيم آگيه

شاهد أيضاً

جريمة قتل جديدة والضحية شاب في مقتبل العمر

توفي مساء امس في قرية بوگي، الشاب فاضل ولد يرگ (الصورة)، متأثرا بجراحه، بعدما تلقى …