ربما لا يعرف البعض

من الجيل الناشئ أن كسوة الكعبة حتى وقت قريب كانت تُصَمَّم وتُنسَج فى مصر، وتخرج فى احتفال سنوى مهيب تحرسها قوة من الفرسان و يودعها جمعٌ كريم..

فقد كانت « قوافل الحج تأتي مكة ومعها « المحمل » وهو جَمَل ضخم عليه هودج مُزَين يحمل كسوة الكعبة من القاهرة إلى مكة فى كل عام ويسير معهم موسيقيين يضربون بالطبل والطنبور »

واستمر هذا الأمر قرابة ٧ قرون..

حتى « كان آخر « محمل » خرج من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعاد قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية بسبب خلافات سياسية آنذاك، لتبدأ المملكة صناعة كسوة الكعبة في منطقة أم الجود، ثم نقلت الصناعة إلى منطقة أجياد، وهناك تستمر صناعة الكسوة حتى الآن »

والحقيقة أنه

لم تكن كسوة الكعبة وحدها التى كانت تخرج من مصر إلى الحجاز..

بل إن المُعلم المصرى هو الذي نشر العِلم فى الخليج والجزيرة العربية..

وكذلك الشيخ المصري هو الذي نشر العلوم الدينية هناك..

وأغلب المدارس والجامعات العربية كان للأستاذ المصري والشيخ المصري دور فى نشأتها و رقيها..

فمثلاً

الشيخ محمد الغزالي معروف فى الجزائر أكثر منه فى مصر ..

وإذا كان القرآن الكريم نزل فى مكة إلا أنه قُرِأ فى مصر..

لا أقول هذا تعصباً و تحيزاً و مَنَّاً ..

ولكنه حقيقة و واقع و تاريخ، و لا يتجاهله إلا غافل ، ولا ينكره إلا جاحد..

و ليس هذا غريباً على بلد حازت من عبقرية المكان وعظمة التاريخ الكثير..

بلد عرفت الحضارة فى وقت كان الناس يسكنون الكهوف فى الجبال و الخيام فى الصحراء..

لذلك..

لم يكن مصادفة أن تكون جديرة ب لقب أم الدنيا..

صحيح هي تتألم أحياناً ..

لكنها لا تشتكي..

صحيح ممكن تميل ..

لكنها كالنخيل ..

لا تنكسر..

صحيح هى تمرض لكنها لا تموت..

شاهد أيضاً

صورة اليوم عبد المومن صاحب عبارة (كوناكري)

‏ لم يكن عبد المومن يظن أن عبارة قالها في رسالة خاصة لأحد اصدقائه ستصبح …