24 ساعة تفصلنا عن محاكمة بيرام

بيرام ولد اعبيدي

تفصلنا 24 ساعة فقط على محاكمة الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد أعبيد ورفاقه، تلك الساعات التي تعتبر اكبر كابوس يعيشه النظام الموريتاني بعد نجاته من العقوبات الأوروبية التي واجهته اثر انقلاب 2008.

ففي اليومين الماضين ظهر الرئيس محمد ولد عبد العزيز مرتبكا، بعد دخوله في معركة لم يحسب لها حساب، ولم يتوقع لها نتائج.
جاء اعتقال بيرام بعد تقرير مزيف قدمه وزير الصحة، وشهد عليه وزراء الداخلية والعدل، وتولي الجنرال مكت تنفيذه.
والأن الاعتقالات غير مبررة، ولم يستطع النظام بأجهزته الأمنية والمخابراتية إثبات اي من التهم المسربة، ولم ينجح حتى في حبك القصة، فحاول تدارك الموقف، وإسعاف نفسه، عبر سيناريوهات مختلفة نشرتها بعض الصحف الالكتورنية وووسائط إعلامية عديدة.
فكان السيناريو الاول يتحدث عن عزم بيرام علي احراق سوق روصو، وتكليفه للسعد بإحراق سوق العاصمة، ولم تصمد هذه المؤامرة كثيراً، فاشفعها بسيناريو آخر للتأثير والتشويش علي معنويات المعتقلين، وهو ان السعد ولد لوليد قدم اعترافات سخية للنظام تدينه ورفاقه، لكن هي الاخري لم تصمد للحظة، ولم تقنع حتى معدوها، ليخسر النظام حينها للأبد منابره الإعلامية التي لو نشرت هذه المرة حقيقة فإنها ستظل كذبة للأبد.
اذا فبخسارة النظام لمنابره الإعلامية الحرة التي اختار ان يدير عبرها معركته الخاسرة كلفته الكثير، وكانت مقدمة لفشله في استراسبورغ، حيث ولأول مرة تساءل موريتانيا في قضايا حقوق الانسان بعد عقود من المحاولة.
ولأن النظام أيضاً راهن علي لجنته لحقوق الانسان -التي تطالب بسجن نشطاء حقوق الانسان- في المحافل الدولية، وهيئته للتضامن التي تنفق في رحلات مديرها اكثر من ما تقدمه للضحايا، فكان له الخسران المبين.
ولا شك ان هذه المحاكمة سيكون لها ما بعدها، والخاسر الاول فيها النظام، الذي اثبت للمرة الألف فشله، وبالتالي تيقن من ضرورة رحيله، اما الخاسر الثاني، فهي موريتانيا التي لعب الرئيس ومازال بوحدتها وانسجامها وسلمها، اما الرابح الأكبر فهو المشهد الحقوقي الذي سيثبت ان النضال السلمي وحده قادر علي هزيمة الديكتاتوريات.
وما يؤسفني هنا، انني لن احضر المحاكمة بفعل بعد المسافات، الا ان صداها سيتردد هنا في بيروت المقاومة، وسأكون بلا شك اول من يلتقي التهاني بالنصر.

نقلا عن صفحة

المهدي ولد لمرابط علي قيس بوك

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *