الى أين نسير بموريتانيا ..؟!

gfggg-2-b5354

تعاني موريتانيا الظلم و الفقر و الحرمان و الاقصاء و كل صنوف العبودية التقليدية و الحديثة و الجهل و المرض و كل مظاهر التخلف، لكن كل هذه الأمور تهون أمام وعي النخبة بها و قدرتها على وضع الوصفة المناسبة لها وتطبيقها و إعطاء النموذج لشكل موريتانيا الذي تحلم به.
لكن- للأسف الشديد- نجد نخبتنا في ظل فشل الدولة عن تحقيق متطلبات التعليم و الصحة و التوظيف، يوجهون ليست وجوههم نحو القبيلة بل قلوبهم و أقلامهم، متسائلين استنكاريا مالمانع في ان نحافظ على القبيلة في جانبها الاجتماعي و الانساني؟!
متناسين أنهم بذلك يقوون شوكة القبيلة و يضعفون الدولة الضعيفة أصلا، و كيف ستكون قوية و التفكير هذا؟! وبما أن القبيلة فشلت في أن تكون إطارا ضيقا ناجحا و مقنعا -على الاقل-لمكوناتها، فقد خرجت منها أطر شرائحية باتت هي الأخرى تبحث عن مكان لها في هذه البلاد السائبة مطلقة العنان لإستقراء الماضي و الحاضر بما يخدم أهدافها و التي و إن كانت مشروعة، إلا أن السبيل الذي سلكته غير آمن على هذ المنكب البرزخي!.
و هي بذلك تحاكي -لا شعوريا-الاطار القبلي الخارجة توا من عباءته النتنة! وقد ظلت آمال النخب الوطنية المدنية معلقة على الاحزاب السياسية التي استطاعت -مدعومة بترسانة قانونية -أن تكون إطارا بديلا عن تلك الاطر الضيقة، لكن فيما يبدوا أن ذلك لم يرق للبعض!، و لن يجدالمتربصون بالأحزاب صعوبة في النيل منها بسبب تمييع الحقل السياسي من خلال الترخيص العشوائي لها و طريقة الانتساب و غياب حاضنة اجتماعية و فكرية لها، وهم بذلك يقدمون الخدمة للأنظمة الاستبدادية البوليسية، من دون أن يكلفوا أنفسهم السؤال،لماذا تقوم الدولة بقمع التظاهرات التي تنظمها الاحزاب مهما كان صغر حجمها بينما توفر الرعاية و الدعم للتجمعات القبلية بل ترسل الوفود لتمثيلها؟!.
و في ظل أجواء كهذه تتنامى دعوات فئوية و شرائحية و ربما جهوية في أن تكون لها إستقلالية عن الأطر الحزبية، أو أن تكون بديلا عنها؟. ولم تأتي هذه الدعوات من فراغ و إنما هي حلقة من حلقات تفتيت المجتمع و يتخذ دعاة هذ الطرح يافطة أن الأحزاب لم تستطع أن تلبي طموحات “المستقلين” و غير المنتسبين لها!،و هو غير مطلوب من الناحية السياسية؟ اللهم أيام الحزب الواحد؟،فهل يعقل أن يكون المجتمع متسيا بأسره؟! و يجد ذلك صدى في نفوس غير المتسيين و “المستقلين” لبراءة طبعهم و عدم تأطيرهم السياسي.
و هنا على هؤلاء أن يتساءلوا هل العزوف أو خلق بدائل عن الأحزاب- على أسس أيا كانت- سيكون البلسم الشافي لكل مانعانيه؟!.
و لا تخلوا الفكرة من مكر و دهاء من باب دس السم في الدسم، فيروجون لها على أساس مكاسب ضيقة و لن يكون ذلك إلا من خلال أطر مؤسسة على أساس مطالب فئوية و شرائحية مغلفة أحيانا بمناصرة “القضايا العادلة”من دون التطرق إلى القضايا السياسية كالحكم العسكري و العدالة الاجتماعيةو الوحدة الوطنية ،فهل لقمة العيش تكفي و حدها لتحقيق دولة القانون و الديمقراطية؟!
و في انتظار النتائج الحتمية لعزوف الشباب الموريتاني عن ممارسة السياسة و شيطنة الأحزاب و الطرح الوطني في وجه الطرح الضيق و الاطر الفئوية يتساءل البعض عن أي نظام ينتظره؟!
هل سيكون أمام هياكل تهذيب جماهير جديدة؟! أم لجان ثورية؟! أم دولة داعشية؟! و مع ما لحرية المبادرة و الابتكار من أهمية وديناميكية في تسريع حركة التنمية و التطور المنشودين يبقى علينا دائما أن لا ننسى أن موريتانيا ليست بدعا من العالم.

نقلاُ عن صفحة ولد حيدة على فسيبوك

شاهد أيضاً

واشنطن تسمح بمرور مشروع قرار لوقف القتال في غزة

بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب في غزة، تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *