يلجأ بعض المتسولين في موريتانيا الذين يعرفون بـ”المتسولين المحترفين”، إلى أساليب مختلفة لاستجداء الناس، كأن يشوهوا أجسادهم عمداً أو يدّعون المرض. ، مستغلين إقبال المواطنين على مساعدة المحتاجين. وغالباً ما يجد المارة صعوبة في التفريق بين المحتاجين الحقيقيين، وبين من يتخذون من التسوّل وسيلة للحصول على المال.
الخيار الأول بالنسبة إلى المتسولين المحترفين، هو “التمثيل” وتقمّص شخصيات عدة للفوز بالمال. ونادراً ما يخسرون الزبائن، الذين يغيب عن بالهم احتمال أن يكون المتسوّل نصّاباً. يجلس البعض على أرصفة الشوارع، ويتظاهرون بالشلل، فيما لا يتوقف آخرون عن الكلام وإخبار المارة عن قسوة الحياة التي جعلت من التسوّل خيارهم الأخير. كذلك، يستخدمون عبارات على غرار “ليس من عاداتنا مدّ أيدينا لأحد”.
برعاية سماسرة
القصص كثيرة. تختار بعض الفتيات التظاهر بأنهن يتيمات ويرفضن الانحراف، فلجأن إلى التسول. أو تقول نساء أخريات إنهن أرامل يسعين لإطعام أطفالهن بعدما لم يجدن فرص عمل. كذلك، يدعي البعض أنهم سجنوا ظلماً، وقد تم الافراج عنهم لكنهم لا يملكون ثمن بطاقة السفر للذهاب إلى عائلاتهم. حيلة أخرى باتت رائجة بين المتسولين، تتمثل في أن يطلب مجموعة منهم المال من المواطنين للإعداد لجنازة ميّت وهميّ:
ويرى مراقبون أن توعية المجتمع ومساعدة المتسولين على إيجاد عمل، ووضع قوانين لتجريم التسول الاحترافي، جميعها كفيلة بمعالجة هذه الظاهرة”.