تعتبر ولاية الحوض الشرقي من أهم الولايات الوطنية حيث تصل مساحتها إلى أكثر من 180 ألف كيلومتر مربع ويناهز عدد سكانها حدود 400 ألف نسمة تتوزع على 7 مقاطعات وأربع مراكز إدارية ومئات التجمعات والقرى، ونظرا للمقدرات التنموية الهائلة التي تحظى بها الولاية خاصة في مجال التنمية الحيوانية، فقد أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز منذ وصوله إلى السلطة أهمية خاصة لولاية الحوض الشرقي حيث كانت تعليماته للحكومة واضحة بخصوص توجيه الاستثمارات والمشاريع التنموية التي من شأنها الإسهام في تعزيز التنمية في مختلف مناطق الولاية.
وقد شملت هذه المشاريع التنموية كافة أوجه الحياة خاصة فيما يتعلق بتشييد البنية التحتية وخدمات الصحة والتعليم ،حيث وصل الاستثمار الموجه لولاية الحوض الشرقي خلال السنوات الأخيرة فقط إلى 110 مليار أوقية.
في مجال التعليم ..
تضم ولاية الحوض الشرقي 769 مدرسة ابتدائية تتوزع على جميع مناطق الولاية ويصل عدد التلاميذ إلى 75917 تلميذا من بينهم 38360 من البنات ويصل طاقمها التدريسي إلى 1679 مدرسا.
وتحتضن الولاية 19 مؤسسة للتعليم الإعدادي والثانوي من ضمنها 7 ثانويات بالإضافة إلى ثانوية امتياز.
وتعكس هذه الأرقام الأولوية التي يوليها رئيس الجمهورية للتعليم وسعي الحكومة للنهوض بهذا القطاع الحيوي وقد تجسدت تلك العناية من خلال إعلان رئيس الجمهورية سنة 2015 سنة للتعليم بالإضافة إلى التركيز على النوعية من خلال استحداث ثانويات الامتياز التي تعتبر مبادرة فريدة تهدف إلى خلق جيل عبقري قادر على المشاركة بفعالية في تنمية البلاد.
في المجال الصحي ..
يوجد في مدينة النعمة عاصمة الولاية مركز استطباب مجهز بكافة المعدات التقنية والأطقم الطبية، بطاقة استيعابية تصل إلى 55 سريرا ويعالج المستشفى جميع الأمراض بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية، وتنطلق الأشغال لبناء مستشفى جهوي بالمدينة بتكلفة تصل إلى 1مليار و600 مليون أوقية، كما تتوزع على مختلف مناطق الولاية 11 مركزا صحيا و 132 نقطة صحية ويصل الطاقم الصحي في الولاية إلى 377 بين الأطباء والممرضين والموظفين . وقد حظيت الخدمات الصحية بعناية خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تعليماته للحكومة بتوجيه الرعاية لهذا القطاع الخدمي الذي يشكل حجر الزاوية في العملية التنموية الشاملة التي تخوضها البلاد على كافة الأصعدة.
في مجال الطرق والماء والكهرباء..
لقد أطلقت الحكومة الموريتانية بتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية خلال السنوات الأخيرة، العديد من المشاريع التنموية خاصة في مجال البنية التحتية التي تشكل رهان التنمية. وفي ذلك المسعى تم فك العزلة عن الكثير من مدن ومناطق ولاية الحوض الشرقي حيث شيدت طرق معبدة: أمات العكريش ـ امرج، والنعمة باسكنو، بالإضافة إلى اكتمال دراسة طريق النعمة ـ ولاته، و الشبكة الداخلية في مدينة النعمة.
وفي مجال المياه تجري الأعمال على قدم وساق من أجل تنفيذ مشروع مياه اظهر الذي سيشكل نقلة نوعية من خلال كميات المياه الهائلة التي سيوفرها المشروع إذ يعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التنموية على الإطلاق حيث وصل حجم تكلفته إلى حدود 715 مليون دولار ( أكثر 40 مليار أوقية). وسيمكن هذا المشروع الرائد من تزويد 80 في المائة من سكان البلد بالماء الصالح للشرب.
وفي مجال الكهرباء يجري تنفيذ محطتين هجينتين في كل من النعمة وعدل بكرو بطاقة تصل إلى 4.6 مغاوات وذلك لتأمين ضخ مياه “مشروع الظهر” من حقلي النبيكة شمالا وبقلة جنوبا، وسيتم نقل الكهرباء عبر خطي النعمة ـ آشميم بطول 125 كلمتر والنعمة ـ آمرج ـ عدل بكرو بطول 135 كلمتر مما سيتيح ربط المناطق التى يمر بها الخطان بالكهرباء .
في مجال التنمية الحيوانية والزراعة ..
تشكل ولاية الحوض الشرقي حاضنة مهمة للثروة الحيوانية. وقد سعت الحكومة بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى تطوير هذا القطاع وإعادة هيكلته الإنتاجية حيث أطلقت العديد من المشاريع التي من شأنها إعطاء مردودية أكثر لهذه الثروة الهامة. وفي ولاية الحوض الشرقي تم إنشاء مصنع للألبان وللحوم بتكلفة وصلت حدود 15 مليون دولار وستنتهي أشغاله في نهاية شهر أغشت 2015 وتصل قدرته الإنتاجية إلى 30 ألف لتر يوميا من الحليب طويل المدة ، ويتوقع أن يتمكن هذا المصنع العملاق من ضخ أكثر من 3 مليارات من الأوقية سنويا في جيوب المنمين والتعاونيات الرعوية.
كما تم إطلاق مشروع “ظايت محمودة ” بهدف تحسين السلالات الوراثية من الأبقار وقد تم حتى الآن تلقيح أكثر من 1600 بقرة بالإضافة إلى إنتاج جيل أول من 600 بقرة، وتتواصل الجهود في هذا الإطار من أجل خلق حوض لبني قادر على توفير الألبان بكميات إنتاجية.
وفي المجال الزراعي تتواصل الجهود من أجل تشييد السدود وخلق ثقافة زراعية لدى المواطنين في الحوض الشرقي بشكل يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الحبوب والخضروات.
الإتحاد من الجمهورية