اليوم مساء خرج “المنتدى” قويا وبحشود ضاربة غير مسبوقة حملت رسالة واضحة للنظام بأن عليه أن يتذكر على بعد يوم من انطلاق الحملة الرئاسية أن طيفا واسعا من الموريتانيين يرفض الانتخابات القادمة والأجواء التى ستتم فيها
كان الحشد الأكبر على الإطلاق وأقولها على مسؤوليتى وشهادة ميدانية وتأدية لأمانة فى تاريخ المعارضة الموريتانية
يمكننى الحديث عن عشرات الآلاف من المواطنين الموريتانيين من مختلف الأعمار والأجناس والأعراق والتوجهات السياسية ساروا بشجاعة وتحمل وقوة ولكن أيضا بانسجام وطني يستحق الاحترام ورغم ارتفاع درجات الحرارة ودفع الحكومة وحزبها بأنشطة متزامنة تضمنت مغريات عديدة ورغم طول مسافة المسيرة وبعد الشقة على مواطنى الأحياء الطرفية فقد استعرض المنتدى عضلاته وكأنه يوجه رسالة أخرى مفادها أنه موجود ومتماسك ويزداد قوة ويتسع لوافدين جدد حتى من خارج تشكيلاته
على الرئيس الآن أن يفهم الرسالة فليس من المنطقي تجاوز كل هؤلاء الرافضين للانتخابات وهو أمام خيارين الآن إما تأجيل الانتخابات والعودة للحوار أوالمضي قدما فى نهجه الأحادي مع أن مسيرة اليوم قد تأتى بنتيجة عكسية للتى أرادها منظموها فحجم الحشود قد يزيد الرئيس ثقة بأنه أكثر اطمئنانا وأمانا إذا ترك هؤلاء الرافضين يصرخون على الهامش ومضى وحيدا لينتصر على “قطع الديكور” التى وضعها لتسابقه
ملاحظات
استوقفنى مشهد كبار السن من الرجال والنساء مافوق ال60 سنة وهم يصرون رغم الضعف على المشاركة فى المسيرة رافعين شعارات أحزابهم ومنتداهم إلى جانب الأعلام الوطنية
كان أيضا الحضورالنسائي لافتا وحاشدا وبعضهن اصطحبت رضيعها فى دلالة قدلاتغيب عن أولى الألباب
الأمواج البشرية المتلاطمة دفعت المنظمين إلى تجاوز نقطة التوقف المبرمجة أصلا للمسيرة قبالة الإذاعة الوطنية والتدفق بالحشود الى ساحة ابن عباس التى امتلأت بالكامل وقذفت بما ضاقت عنه من الحضور الى الشوارع والنواصى الملاصقة لها وفى كل اتجاه
كان التنافس الايجابي بين مكونات المنتدى قويا ولافتا ودفع بكل مكون إلى إظهار قوته الجماهيرية وهو ما أعطى الحشود تلونا وحماسا وانسجاما غير مسبوق
عادت الطبول والرقصات الافريقية الحميمية الى المنتدى بقوة وهو أمر لافت هذا المساء ويعنى عودة أطياف اجتماعية كانت غائبة بشكل شبه كامل عن المنتدى
كالعادة ظهر بجلاء أن المنتدى يسير على عجلتين قويتين هما التكتل وتواصل وإن كان حضور اتحاد قوى التقدم وحاتم وعادل واللقاء والتناوب قويا هذه المرة
كان من الواضح أن لدى تواصل رسالة خاصة مفادها أنه لامقارنة بين غيابه وحضوره فحضوره الحاشد المنظم القوي يعطى للمنتدى ألقا وحماسا هو بحاجة إليهما وفراغه كبير فى حالة الغياب هو ببساطة ضرب الطاولة بقوة هذا المساء أمام حلفائه فى المنتدى وخصومه وأنصاف خصومه فى النظام
كالعادة كان التكتل الحزب الأكثر حشدا و”قتالية” وقدرة تعبير جماهيرية
لايستطيع أعوان الأمن والمخابرات والصحافة “المخزنية” بأي حال من الأحوال تزوير حقيقة أن هذا المساء كان صادما للأغلبية وبكل المقاييس درجة أنها كرت ب”خيلها” ورجلها” للتشويش على المسيرة لكن رباطة جأش المعارضين وتماسكهم وقدرتهم على التحمل كلها عوامل أرغمت المشاغبين على ابتلاع الخيبة والجلوس تحت تأثير الصدمة لبعض الوقت
شاهد أيضاً
على صخرة الوطن تتحطم التحديات..
رغم التحديات، ورغم تنوّع أساليب المثبّطين والمشكّكين وتعدّد أقنعتهم، تظلّ آمالهم تتحطم دومًا على صخرة …