الحزب الحاكم يصف المنتدي بالخلطة السحرية

indexتتتتخه

في مؤتمر صحفي عقده قادة ما يسمى بـ”المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة” زوال اليوم الإثنين 09 يونيو 2014 في انواكشوط، وبعد حيرة كبيرة وصمت مريب داما عدة أيام أشفعوا بهما مهرجانهم المنظم مساء الأربعاء الماضي، وإثر الفشل الذريع الذي منيت به محاولاتهم اليائسة لثني الموريتانيين عن الدخول في الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية المنتظرة في الـ 21 يونيو الجاري طبقا للأجندة الدستورية، وبعدما تأكدوا أن سيل الكلام النابي والعنف اللفظي الذي استعملوه خلفية استفزازية انطلقت منها خطاباتهم وتصريحاتهم طيلة الفترة السابقة لانطلاقة الحملة وبعدها ، والتي لم تغير كلها من قناعة مترسخة في أذهان الأغلبية الساحقة من الموريتانيين مؤداها أن خطاب المعارضة المتخلفة عن نداء الشعب وروح الدستور لن يصدهم عن السير في الركب الديمقراطي الوطني.

بعد كل هذا وذاك، طالعنا قادة الخلطة السحرية بين أجندات الأحزاب السياسية والعمل النقابي والأغراض والمصالح الضيقة لثلة من فلول أنظمة الفساد والمحسوبية والزبونية ، في مؤتمرهم الصحفي سيئ التوقيت والمحتوى والمآل ، باتهامات فجة وتهجم غير مسؤول على شخص مرشحنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز واصفين إياه بأشنع الأوصاف في خلط بين شخص الرجل وبين مكاسب مشروع سياسي واجتماعي ونهضوي بات ملكا محميا بقوة الديمقراطية ودولة الحق والقانون لكل الموريتانيين، بما فيهم من تدعي هذه القلة المعزولة من أدعياء السياسة والنضال أنهم يمثلونهم.

ألم يكن حريا بهؤلاء الذين يصنفون أنفسهم بـ”المعارضة الديمقراطية” تارة دون أدنى حد من الاتفاق الأدبي بينهم ـ على الأقل ـ على من يتزعم هذه الكتلة المتآكلة، التي يسمونها تارة أخرى بـ”منتدى الديمقراطية والوحدة” هذا الكائن العجيب الذي هو أقرب في شكله وتهافته إلى غول عملاق بأرجل من طين، ألم يكن حريا بهم أن يضمحلوا بعيدا عن الساحة السياسية الوطنية والواجهات الإعلامية حتى لا يعكروا أجواء العرس الديمقراطي الذي تعيشه البلاد هذه الأيام ، وهي تخوض منافسة ديمقراطية مسؤولة وناضجة بين مرشحنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأربعة مترشحين آخرين اختاروا طريق المعارضة الديمقراطية البناءة، كل حسب جهده، ورغم اختلافهم في الطرح والتوجهات، ورغم معارضتهم البينة للرئيس محمد ولد عبد العزيز فإنهم اختاروا مقارعة الحجة بالحجة ، وصراع البرامج والأفكار على صراع النيات المبيتة والهروب من عقال المنافسة الديمقراطية، والاحتماء بزيف المواقف والنضالات الكاذبة التي لم تسعف أصحابها يوما في هروبهم المرير إلى الأمام ضمن رحلة الالتفاف الدائم على استحقاقات الأجندة الديمقراطية ، ولاهي أقنعت الموريتانيين الذين يستعدون اليوم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، كما فعلوا بالأمس القريب حين ألقوا عبر صناديق الاقتراع دعوات هؤلاء المنقطعين عرض الحائط وشاركوا في الانتخابات البلدية والبرلمانية قبل عدة أشهر وبنسبة مشاركة عالية.

لسنا هنا للرد على الترهات والأباطيل التي حاول قادة منتدى المنبتين من المسار الديمقراطي تسويقها في مؤتمرهم الصحفي زوال اليوم ، لأنها لا تساوي في قيمتها الحبر الذي كتب به بيانهم، ولا الكلمات الغامضة التي لم تفصح للمتلقين عن جديد لدى هؤلاء غير ترديد اسطوانة مشروخة ، مل الجميع الاستماع إليها دون الانفعال بها، بل إننا هنا لتذكيرهم فقط وتذكير الرأي العام الوطني بأن ما أغضب المعنيين في خطابات مرشحنا الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال جولته الانتخابية داخل البلاد ، هو باختصار كونه وضع الأصبع في كل مرة يخاطب فيها الناخبين على مكمن الداء ، وأشار بالبنان إلى مواقع الخلل ، وما أكثرها في طرح قادة المعارضة المقاطعة.

أولم يتحدث الرئيس محمد ولد عبد العزيز في كل خطاباته عن الانجازات التي تحققت في مأموريته الأولى بلغة الأرقام مدعومة بالصورة والصوت، وبشهادات كل الموريتانيين الخيرين على ما أنجزته البلاد في السنوات الخمس المنصرمة دون اللجوء إلى تقنيات التضليل والتسفيه التي اعتمدها قادة “المنتدى” في مهرجاناتهم ومؤتمراتهم وبياناتهم الصحفية المكتوبة بحبر الجحود والنكران.

أما عن حديثهم عن شروع المنتدى في إعداد حصيلة لما تحقق في موريتانيا طيلة السنوات الخمس الماضية فنقترح عليهم في حزب الاتحاد سحب كل نسخ الفلم الوثائقي المنشور على نطاق واسع هذه الأيام من لدن الحملة الوطنية للمرشح محمد ولد عبد العزيز، والمتداول في كل أنحاء البلاد، ثم إيجاد طريقة سحرية لمحو ذاكرة كل موريتاني على حدة ، حتى يتسنى لهم إقناع الشعب بعبثية الانجازات التي ينعم بها اقتصاديا وسياسيا وتنمويا، يعيشها أمنا وطمأنينة، ويلمسها حقيقة شاخصة أمام عينيه، مجسدة في المساجد والمحاظر وإجهزة الأعلام السمعية البصرية خصوصا منها إذاع القرآن الكريم وفضائية المحظرة، فضلا عن حرية الإعلام واستقلاليته، إضافة إلى الطرق المعبدة والمستشفيات والمصانع والمعاهد والجامعات، وفي الموانئ والمزارع ، وفي استرجاع هيبة الدولة الموريتانية ومكانتها الإقليمية والعالمية، وفي ترشيد مواردها ومكافحة الفساد والتلاعب بالممتلكات العامة.

ثم لماذا يركز قادة المنتدى في ردودهم المبتورة طيلة مؤتمرهم الصحفي وبكل تشنج وارتباك على جزء خطاب مرشحنا المتعلق بفساد الطبقة السياسية التي محقت ثروات البلاد وأفسدتها طيلة العقود الماضية ، وعلى ضرورة تجديد هذه الطبقة…؟ الجواب بديهي وبسيط ويعرفه كل الموريتانيين، ألا وهو إحساس قادة منتدى المقاطعة بالذنب ،أولا لأن كل الوقائع والشواهد تكشف زيف ممارسات تلك الثلة المتبقية من فلول الفساد والمغترين بها، وثانيا لأن غرورها وسوء تقديرها أودى بها إلى عزلة قاتلة بسبب مراهنتها على خيار المقاطعة كوسيلة لعرقلة سير المؤسسات الديمقراطية والزج بالبلد في أتون أزمة يراها هؤلاء الطريقة الوحيدة لتحييد خيارات أغلبية الموريتانيين والعودة من النافذة إلى سدة الحكم والاستيلاء على ثروات البلاد بعدما طردهم الموريتانيون جهارا نهارا من الباب عبر صناديق الاقتراع في كل الاستحقاقات الانتخابية التي عرفتها البلاد منذ 2009 وحتى اليوم ، كما هم على استعداد لإخراجهم إلى غير رجعة من الحلبة السياسية في الانتخابات الرئاسية الجارية تكريسا لخيار تجديد الطبقة السياسية الذي يبدو أنه يفقد قادة منتدى المقاطعة عقولهم ورشدهم ، بل إنه يمثل نذير رحيلهم بعد ما أعياهم الفشل المتكرر منذ عدة سنين في جر القوى السياسية والاجتماعية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى منطق المغالبة العنيفة ، في اللفظ والممارسة ، بعيدا عن قيم الديمقراطية الرصينة ، والمجادلة بالتي هي أحسن التي ستظل على كل حال أسلوبنا المفضل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وفي الأغلبية الرئاسية الداعمة للمرشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، واثقين بالله ثم بالمكانة الكبيرة التي يحتلها مشروعنا السياسي الطموح في قلوب الناخبين الموريتانيين.

حزب الاتحاد من أجل الجمهورية

الأمانة المكلفة بالاتصال

انواكشوط: الإثنين 09 يونيو 2014

 

شاهد أيضاً

فخامة الرئيس..برا بالوالدين وتمكينا للشباب

كانت القرارات الأخيرة لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، و المتمثلة في توسيع دائرة …