ذكرت صحيفة حرييت التركية أن قائد الجيش الأول أوميت دوندار اتصل ليل السبت بالرئيس رجب طيب أردغان قبل ساعة واحدة من الانقلاب ليطلعه على بدء تحرك الانقلابيين، مما سمح للرئيس بالتحرك قبل اقتحام مكان إقامته، كما كشف عميل استخباراتي أميركي سابق أنه ناقش مع مسؤولين أتراك قبل شهرين “إمكانية حدوث انقلاب”.
ونشرت الصحيفة تسريبات جديدة حصل عليها الكاتب المقرب من دوائر صنع القرار عبد القادر سيلفي، وجاء فيها أن دوندار اتصل بالرئيس أردوغان أثناء قضائه إجازته في منتجع بمرمريس، وقال له “أنت رئيسنا الشرعي، وأنا إلى جانبكم، يوجد انقلاب كبير، والوضع خارج السيطرة في أنقرة تعالوا إلىإسطنبول وأنا سأؤمن لكم طريق الوصول والإقامة هناك”.
وقالت الصحيفة إن وحدات خاصة مدعمة بمروحيات اقتحمت الفندق بعد الاتصال بقرابة ساعة لاعتقال الرئيس أو اغتياله، إلا أنه كان في طريقه إلى إسطنبول.
في سياق آخر، استضافت قناة “سي أن أن” الأميركية مساء أول أمس الجمعة عملاء سابقين لدى وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمناقشة محاولة الانقلاب الفاشلة، وكان منهم الضابط الاستخباراتي السابق روبرت باير الذي قال إنه شارك بنفسه في إنجاح مؤامرات انقلابية بدول أخرى، وإنه كان ينبغي على الانقلابيين احتلال مبنى قناة “سي أن أن” التركية التي أطل منها أردوغان للمرة الأولى وطالب الشعب بالتظاهر ضد الانقلاب.
وأضاف باير أنه تحدث إلى مسؤولين أتراك قبل شهرين وناقشهم بشأن “إمكانية حدوث انقلاب”، فكان ردهم أن هذا الاحتمال “غير وارد”، معتبرا أنه كان من الواضح عدم ضلوعهم في ما حدث.
ورأى العميل السابق أن فرص نجاح الانقلاب كانت ضئيلة، ثم استدرك قائلا إنه ما زالت هناك فرصة لتنجح المحاولة، مضيفا أنه لو أراد الجيش التركي أو الضباط الذين حاولوا الانقلاب خوض حرب ضد الشعب لاشتعلت حرب أهلية، “لكن من يدري فغدا يوم آخر، وعناصر الجيش ليسوا واثقين، ولا حتى الحكومة”.
يذكر أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قال في بيان إن “التلميحات أو الادعاءات العلنية عن أي دور للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة كاذبة تماما وتضر بالعلاقات الثنائية”.