أضواء علي السند القرآني في منطقة غرب الصحراء (سند الشيخ سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي)
اعداد :الشيخ بن أبراهيم بن آگيه
يعد سند سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي أهم الاسانيد وأشهرها وأكثرها انتشارا في منطقة غرب الصحراء فبعد عودته من رحلته العلمية التي قادته الي شيخه سيد أحمد الحبيب اللمطي السجلماسي في مطلع القرن الثاني عشر الهجري نذر هذا الشيخ نفسه لتعليم كتاب الله حفظا وتلاوة وتجويدا وضبطا ونشر علم القراءات بين جم غفير من طلاب العلم ويقول مؤلف كتاب فتح الشكورفي ترجمته له أنه قرأعلي شيخه السبع بل أزيد من السبع قاصدا انه ربما يكون قد قرأ عليه الروايات العشر ثم يضيف قائلا أنه انتهت اليه رئاسة الاقراء ببلاد التكرور في زمانه
أبرز الآخذين عنه لعلم القراءات
يعطي مؤلف كتاب فتح الشكور قائمة بابرز تلاميذ الشيخ وكبار الآخذين عنه وهم :
الطالب صالح التنواجيوي
المختار بن عمر بن الحاج الطيب
الخضر بن الفقيه محمد بن الحاج عثمان
الياس ابن الفقيه محمد بن الحاج عثمان
عمر بن محمد بوه الايلي
سيدي أحمد بن موسي الزبيدي
وتشير بعض العبارات التي وردت في ترجمة مؤلف فتح الشكور له الي مدي كثرة الآخذين عنه حيث يقول مثلا “وقصده الناس وانتفعوا به وانتفع به خلق كثيرفصاروا أئمة يقتدي بهم” ثم يقول في آخر الترجمة بعد أن يأتي بالأسماء السالفة الذكر “وغيرهم مما لايكاد يعد”
وبخصوص السند القرآني تحديدا وحسب ماهو متواتر منه ومنتشر فان سند سيدي عبد الله بن ابي بكر التنواجيوي انتقل عن طريق أربع طرق لتلاميذه المباشرين وهذه الطرق الاربعة هي:
_ طريق سيدي محمد بن عبد الله بن بابا نشرها عنه تلميذه الطالب أحمد بن محمد رارا وبه اشتهرت
_طريق الطالب أعمر المشهور بالكنزي
_ طريق محمد بن مولود الغلاوي
_ طريق الطالب صالح التنواجيوي
ملاحظات حول هذه الطرق الاربعة
اننا بعد جمع للعديد من الاجازات القرآنية التي تنتمي لمحاظر ومدارس قرآنية مختلفة لاحظنا أن أكثرها انتشارا هو سند سيدي محمد بن عبد الله بن بابا وقد أخذه عنه الطالب أحمد بن محمد رارا وعن الطالب أحمد أخذه سليمان ابن المهاجر ابن أحميد وتضيف بعض وثائق السند عبارات توضح مكانة الشيخ الطالب أحمد حيث تصفه بهذه العبارات(شيخ الأمة وناصر الملة ومنه استمد العلم في هذا الزمان)وأهم ملاحظة علي هذا السند أن ماهو منتشر منه ظل محافظا علي طريق اسناد واحدة لثلاثة أجيال هي جيل الطالب أحمد وجيل سليمان بن المهاجر وجيل تلميذه الخرشي بن عيسي بن أكبادي أو محمد الخرشي بن عيسي بن أكبادي في بعض وثائق السند ويعتبر الخرشي هذا مجدد هذه الطريق في السند حيث تتفرع منه الي فرعين عبر تلميذيه:
محمد الأمين بن أعبيد المعروف أيضا ب مين بن أعبيد حسب بعض وثائق السند
وأحمد بن سيدي بن الطالب المختار بن محمد حبيب المعروف أيضا في بعض وثائق السند بسيدي المختار بن محمد حبيب .
وإذا أردنا أن نعرض ملاحظات عامة حول هذه الطرق فان اهم هذه الملاحظات هي أن لكل منها مشاهير من القراء والعلماء عرفت بهم فمثلا انتشر سند سيدي محمد بن عبدالله بن باب في مجتمعه التنواجيوي والمجتمعات المجاورة له في مناطق شرق ووسط البلاد ومن مشاهير هذا الطريق الطالب احمد بن محمد رارا محمد شيخنا بن ديوم و افاه بن الشيخ المهدي، ومحمد الامين الشيخ وغيرهم .
اما طريق الطالب صالح التنواجيوي فمن مشاهير من حملوا سنده محمد المختار بن محمد يحي الولاتي ، والشيخ بن حامني الغلاوي ، وسيدي محمد بن حبت الغلاوي .
اما بخصوص طريق الطالب أعمر الملقب بالكنزي فمن أبرز آحذيها حمودي بن لمرابط الناصري، والشيخ محمد الامين بن الحسن شيخ محظرة العون، والشيخ ولد أبوه شيخ محظرة التيسير بعرفات .
وبالنسبة لطريق محمد بن مولود فتنتشر في مناطق الگبلة ومن مشاهير العلماء والقراء الذين أخذوها حرمة بن عيد الجليل العلوي ، ولمرابط بداه بن البوصيري وغيرهم.
والمتأمل في وثائق السند وغالب الإجازات القرآنية يجد أنها بحاجة إلى الكثير من المقارنة والتصحيح لما ينتابها من أخطاء نتيجة لعدم دقة النساخ في نسخها فبعضهم يكتب احيانا الإسم دون اللقب وأحيانا أخرى يكتب اللقب دون الإسم وبعضهم يكتبهما معا والبعض الآخر يطيل في نسبة بعض مشايخه ذاكرا اسم الشيخ وأبيه وبعضا من سلسلة آبائه واجداده فيأتي من بعده ليفصل بعض اسماء آبائه وأجداده معتبرا إياهم شيوخا له في السند ،وعموما فإن الاجازات القرآنية موضوع خصب اذا وجد من العناية مايستحق من لدن الباحثين فانه قد يساعد كثيرا علي تتبع الحركة العلمية والثقافية في منطقة غرب الصحراء خاصة تلك المرتبطة منها بالتقاليد المحظريه وتأسيس المحاظر القرآنية في مختلف مناطق البلاد
شاهد أيضاً
سيد أحمد ولد محمد معلقا على تعيينه وزيرا
عبّر وزير التنمية الحيوانية، السيد سيد أحمد محمد، عن شكره وامتنانه لفخامة رئيس الجمهورية، السيد …