كان لاري كينج، الذي رحل اليوم السبت 23 يناير عن 2021 بسبب إصابته بالكورونا عن عمر ناهز 87 عاماً ملك المقابلات ونجم الإعلام الأمريكي المرئي والمسموع.
أمضى أكثر من 60 عاماً وراء المذياع، وأصبح برنامجه الذي استمر من 1985 إلى 2010 على شبكة “سي إن إن” ممراً إلزامياً للمسؤولين السياسيين والمشاهير.
ترك لاري كينج وراءه سجلاًّ يضم أكثر من 40 ألف مقابلة أجراها منذ العام 1985، من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سارع إلى نعيه، مروراً بهيلاري كلينتون ومارلون براندو وكثيرين ممن صنعوا الأحداث.
نبأ وفاته في لوس أنجليس أعلنته، السبت، شركة “أورا ميديا” التي شارك في تأسيسها، وقد نعته “ببالغ الحزن” في بيان نشرته على حسابها الرسمي في شبكة “تويتر”.
ولم تحدد “أورا ميديا” سبب الوفاة، لكنّه أُدخِل المستشفى بعدما أصيب بفيروس كورونا المستجد، وفق ما افادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية في مطلع الشهر الجاري.
واعتبرت “أورا ميديا” في بيانها أن “آلاف المقابلات التي أجراها لاري كينج والجوائز التي نالها والتقدير العالمي الذي حظي به على مدى 63 عاماً أمضاها في الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الرقمية، لهي دليل على موهبته الفريدة كإعلامي”.
لم يمرّ على البيت الأبيض أي رئيس أمريكي منذ جيرالد فورد، إلاً أجرى لاري كينج مقابلة معه، إما بعد انتهاء ولايته وإما قبلها، كما كانت الحال مع جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب.
وفيما وصفت الصحفية في “سي إن إن” كريستيان أمامبور الراحل بـ”عملاق الإعلام المرئي والمسموع” أشاد بوتين بما كان يتمتع به من “مهنية كبيرة”.
وعلى مدى الأعوام الـ25 التي قدّم فيها برنامجه الحواري، كان يحرص على التعاطي مع ضيفه بحرارة وبأسلوب شبه حميمي، بل حتى بشيء من المجاملة.
وقال في هذا الصدد لوكالة فرانس برس عام 1995 “لا يهمني أن أجعل الناس غير مرتاحين”.
وهو أساساً، على ما أوضح في الحديث نفسه، لم يكن يعتبر نفسه صحفياً، بل كان يفضَل لنفسه صفة سمّاها بالإنجليزية “إنفوتينر”، قاصدا بذلك أنه يجمع المعلومات والترفيه.
وكان للاري كينج هندامه المميز الذي طبع ذاكرة المشاهدين، إذ عُرِف بنظارتيه الكبيرتين، وأكمام قميصه الملفوفة باستمرار، وربطات العنق متعددة الألوان التي كان يضعها، وبسراويله ذات الحمّالات.
مليون مَشاهِد
ولشدّة تأثره بوفاة والديه، لم يعد يبذل جهداً في المدرسة ولم يتابع قطّ دراسة جامعية.
لكنه كان مع ذلك يحلم بالعمل في الإذاعة، وانتقل إلى فلوريدا ليجرب حظه.
وأصبح لاري منسّق أسطوانات في محطة إذاعية بميامي وغيّر شهرته إلى كينج، إذ اعتبر مدير المحطة أن اسم عائلته “عرقي للغاية” ويعكس أصوله.
وغالباً ما كان المقدّم الجديد في الإذاعة يسجّل برنامجه في مطعم، ويدعو المارة إلى ميكروفونه.
في العام 1978 ، انتقل من فلوريدا إلى واشنطن حيث أطلق برنامجاً حوارياً إذاعياً وطنياً، ثم قدمه في محطة تلفزيونية محلية.
وعندما احتفل في 1997 بمرور 40 عاماً على انطلاق مسيرته المهنية، قال إنه “فخور” بالنجاح الذي حققه، معتبراً أن الفضل فيه يعود إلى وصفة بسيطة شرح مكوّناتها بقوله “أنا فضولي. أطرح أسئلة مثيرة للاهتمام. لست هنا لإحراج ضيوفي، لقد أحببت دائماً أن يكون الضيوف مسترخين”.
وكانت طقوس برنامجه نفسها كل مساء: من الاستوديو الخاص به في واشنطن، كان لاري كينج يطلّ على الشاشة وفي الخلفية أضواء المدينة، ويحاور ضيفه بأسلوب غير متوتر، قبل أن يجيب الضيف في الجزء الثاني من الحلقة عن الأسئلة التي ترده بالهاتف من كل أنحاء العالم. وكان البرنامج يُعرض 6 مرات في الأسبوع، ويشاهَد في أكثر من 200 دولة .
وتجاوز عدد مشاهدي لاري كينج المليون كل ليلة، مما جعله نجم القنوات الفضائية وسمح له بالتفاوض على راتب يتجاوز 7 ملايين دولار سنوياً.
ومع ذلك، في عام 2010، مع تراجع عدد مشاهديه، غادر لاري كينج قناة تيد تيرنر، وواصل مقابلاته على موقعه الخاص قبل أن يوقع عقداً مع قناة “روسيا اليوم” الحكومية عام 2013.
وتزوج الراحل 8 مرات من 7 نساء مختلفات، وله 5 أبناء.