احد ابرز الوجوه الشبابية يكتب عن ذكرى 25 فبراير

كتب الوجه الشبابي البارز والناشط السياسي المعروف عبدالله ولد محمدو ولد بيه في مجموعة نادي الوطني الوطني:

قي مثل هذه الأيام من سنة 2011
كنا فى مناخ شهد تغييرات كبيرة فى المنطقة، بسبب إنتشار الفساد وسوء الأحوال المعيشية إضافة إلى التضييق السياسي والامني ويكفي ان جمهوربة مصر العربية العزيزة بكل جبروتها وقوتها ثارت ضد الديكتاتورية والفساد .

وكانت بلادنا في تلك الفترة تعاني اوضاعا صعبة بسبب الانقلاب على نظام ديمقراطي.

واتذكر أيامها انه تواصل معي المناضل سيدي محمد ولد اليسع , وهو بالمناسبة اخ وصديق عزيز جمعتني به مراحل نضالية كثيرة ومسارات هامة سواء في الجامعة أو في حزب التكتل واقتسم معه الطموح والأمل في أن ينعم الشعب الموريتاني بحياة كريمة في ظل نظام ديمقراطي عادل يراعي حقوق المواطنين.

اتفقنا ساعتها على ضرورة التحرك والعمل مع كافة الوطنيين , من اجل خلق ظروف مناسبة تساعد الشعب الموريتاني للخروج إلى الساحات للمطالبة بالاصلاحات السياسية والإقتصادية.

بدأنا اتصالات ولقاءات ميدانية, بدورها في نفس الوقت كانت مجموعات شبابية سباقة على وسائل التواصل الاجتماعي قد وصلت إلى ثماني مجموعات على الفيس بوك وانضم إلى عضويتها نحو سبعة آلاف شخص، كان هنالك حماس مشترك بين الحالمين بوضع افضل لهذا البلد.

اشتركنا فى انتقاد الأوضاع المعيشية فى البلاد ، وحذرنا من خطورة تجاهل الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، ونصحنا بتغيير آليات الحكم، وبإصلاحات سياسية عاجلة، وعلاقة الحاكم بالمواطن، حيث يفترض في النظام الجمهوري أن المواطن هو الوسيلة والهدف لأي تنمية.

طالبنا باحترام دستورنا الذى يؤكد على أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، ونبهنا وقتها إلى أن إقتصادنا متخلف، وأن خيراتنا نهبت، وقالوا لنا أن المفسدين عبثوا بها، لكن لم يطبق عليهم القانون، فثلثي سكان الوطن لا يمتلكون حقهم فى إمتلاك قطعة أرض, ومع ذلك مساحات شاسعة قدمت كهبات لبعض أصحاب الحظوة من رجال الأعمال، فاحتجزوها احتجازا، فلاهم شيدوها واستثمروا فيها ولاهم تركوها ساحات عمومية.

وحتى ان الجناح الأكثر راديكالية طالب برحيل النظام، ومسح الطاولة رغبة في التخلص من واقع قائم وصعب ومتشابك .

قررنا الخروج للتظاهر واللإحتجاج السلمى والحضارى يوم 25 فبراير، وهو التاريخ الذى دعا له الأخ العزيز والصديق المناضل الربيع ولد إدوم وحظي بموافقة جميع المجموعات على وسائل التواصل وبه عملت اللجان التي بذلت جهودا كبيرة في تلك الفترة لربط الواقع بالافتراض .

بعد صلاة الجمعة يوم 25 فبراير خرجنا، من المسجد الجامع وساحاته تشهد ازدحاما لم يسبق له مثيل, وخاطبني احد الزملاء الأعزاء وقتها :” لسلامتك انتبه فمن بين آلاف المصلين هناك جموع كبيرة مندسة ” بعد الصلاة مباشرة خرج الجميع بحالة من الترقب لكن ولد اليسع وصورته – لاتزال ماثلة فى الأذهان- قطع حالة السكون التى كانت تخيم على الجموع فقد كان وصل في مبكر وركن سيارته أمام باب الجامع، ففتح السيارة و أخرج الاعلام الموريتانية وبما ان الجميع كان ينتظر فقد تدفق عشرات الشباب بسرعة لحمل أعلام الوطن واتجهنا نحو ساحة ابلوكات الشهيرة والتحق بنا عشرات آلاف من المواطنين مرددين شعارات من بينها “واحد اثنين.. اموال الشعب امنين” و”ساكت لاش” و”الشعب يريد اصلاح النظام” و”لا للبطالة” و”لا لارتفاع الاسعار” .

وبعد منتصف الليل طوقت المنطفة وحدات قوات مكافحة الشغب والشرطة مدعومة بقوات الحرس والدرك، أرغمنا على الخروج بقوة من ساحة الاعتصام ، انتهى اليوم الأول ، وستأتى بعده أيام 25 فبراير. وكان اول من اقتحم الساحة فيها المناضل شوقي ولد محمد وبذلك يعتبر اول مناضل تم اعتقاله في الحركة الاحتجاجية.

بغض النظر عن الرأي في 25 فبراير فإنها كانت مدرسة، وطالت مرحلة.. لفت انتباهنا في تلك الايام زيادة انتاج الاعلام الوطنية.. فمنذ مرحلة الستينات لم تحظى الساحة بنشاط رفعت فيه اعلام موريتانيا اكثر من 25 فبراير، وهنالك مواقع امريكية لفتت الانتباه الى ان الشباب الموريتاني رفع الاعلام لعدم وجود تيار سياسي يتبنى هذه التظاهرات..

لقد كانت من اجل موريتانيا… وجمعت خيرة الشباب ، لسنا هنا بصدد الكتابة عن تلك المرحلة وتفاصيلها فهناك عشرات الزملاء والاخوة الأعزاء بذلوا جهودا كبيرة ولم ناخذ رايهم حتى الآن .

لكن يجب أن نحيي ذلك الشباب الوطنى الصادق والمخلص لموريتانيا والذى ضحى بوقته وجهده، من أجل شعبه وكرامة وطنه، كان الشباب عرضة للبطجية، ولكل المخاطر، وضحى بنفسه مقدما اروع مثال للتضحية ونكران الذات.

ولاحقا ستستلم احزاب المعارضة – التي تاخر بعضها في المناصرة – نفس الشعارات وتستمر في ترديدها لسنوات.

اننا ونحن نتذكر تلك الايام، التي تعرفنا خلالها على شباب من مختلف انحاء البلد ومختلف المشارب، الذين اثبتوا شرفهم النضالي سنوات بعد 2011 ، ما يكفي لقراءة الاحداث منذ 2011 وحتى الان.

ونحن نتذكر فبراير.. شهر الحب والثورة..

نذكر اننا لسنا طلاب وظائف ولازلنا حيث كنا، الفرق هو اننا سجلنا موقف وتبادلنا مع الخييرين في هذا البلد على مراحل النضال.

لايمكن ان ننسى انه قبل خروجنا بيوم واحد، اعلنت الدولة عن خطط استعجالية لتوظيف نحو 17 ألف عاطل، الله اعلم لماذا لم توظفهم قبل ذلك، ما دامت قادرة والشباب يحتاج، وبعد ذلك بأيام تم الإعلان عن اكتتاب 500 موظف فى الوظيفة العمومية.. وتم إنهاء ظاهرة الأحياء العشوائية التي تحيط بالعاصمة نواكشوط، وفتحت مؤسسات الاعلام الحكومي اما الشباب، وتكرست ثقافة الحركة الاحتجاجية وسويت ملفات كثيرة تحت ضغط 25 فبراير..

25 فبراير كانت مرحلة ، هامة واتذكر إخوة اعزاء أعضاء في النادي كانت جهودهم كبيرة ونشاطهم مميز في تلك المرحلة وبالخصوص:

  • محمد عبدالله ولد لحبيب-
  • حمزه ولد اخليفه
  • – التار ولد احمده
  • – محمد ناجي ولد أحمدو
  • – محمد عالي ولد المهدي

– حامد ولد لمرابط .

وغيرهم تضيق المساحة عن ذكرهم. .

شاهد أيضاً

سيد أحمد ولد محمد معلقا على تعيينه وزيرا

عبّر وزير التنمية الحيوانية، السيد سيد أحمد محمد، عن شكره وامتنانه لفخامة رئيس الجمهورية، السيد …