
قدم البروفيسور مصطفى محمد مناه استقالته من منصب مدير المعهد الوطني لأمراض الكبد والاستشفاء (INHV)، موجهاً رسالة رسمية إلى وزير الصحة الموريتاني، يعبر فيها عن استيائه من تدهور أوضاع المعهد بسبب نقص الموارد المالية وضعف التجهيزات الطبية.
وأوضح البروفيسور في رسالته أنه، رغم جهوده المتواصلة على مدى ثلاث سنوات، لم يتمكن من تحسين أوضاع المعهد نتيجة غياب الدعم الكافي من السلطات الصحية، ما جعله يتخذ قراره حفاظًا على نزاهته المهنية والأخلاقية.
وأشار إلى أن المعهد يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى التأخر المتكرر في صرف رواتب العاملين، مما أثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. كما شدد على أن التهاب الكبد الفيروسي B لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا في موريتانيا، حيث يعاني منه ما يقارب نصف مليون شخص، بمعدل انتشار يتجاوز 15% في بعض المناطق، وهو من بين المعدلات الأعلى عالميًا.
كما انتقد تقليص الدعم الحكومي المخصص للمعهد، حيث أشار إلى خفض ميزانية الفحوصات المخبرية من 60 مليون أوقية قديمة، مما أدى إلى تراجع جهود الكشف والوقاية من أمراض الكبد، رغم خطورتها على الصحة العامة.
وأكد البروفيسور مصطفى محمد مناه أن المعهد أطلق في السابق عدة مبادرات لمكافحة المرض، من بينها حملات تلقيح وبرامج فحص، لكنه واجه عقبات مالية حالت دون استمرارها. كما أوضح أن شراكات مع مؤسسات دولية، مثل جامعة كولومبيا ومراكز بحثية إسبانية، لم تثمر بسبب عدم توفر التمويل اللازم من الجانب الموريتاني.
وفي ختام رسالته، شدد البروفيسور على أن القضاء على التهاب الكبد الفيروسي B بحلول عام 2030، وفق أهداف منظمة الصحة العالمية، يتطلب قيادة قوية ودعماً مالياً كافياً، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.


