سدوم ولد أيده… الصوت الشجي الذي رافق الموريتانيين في حلهم وترحالهم عبر الزمن

يعد الفنان الكبير سدوم ولد أيده أحد أعمدة الموسيقى الموريتانية، بل وأحد الأيقونات الفنية التي حُفرت في الذاكرة الجماعية للموريتانيين. بصوته العذب، وأدائه الفريد، وأسلوبه الذي يمزج بين الشجن والقوة، استطاع أن يكون رفيق درب للأجيال في أفراحهم وأتراحهم، في مجالس السمر كما في لحظات التأمل العميق

وُلد سدوم في بيئة فنية، حيث نشأ وسط عائلة عريقة في مجال الموسيقى التقليدية، فنهل من معينها منذ الصغر، وتشرب أصول الفن الحساني الأصيل. لكنه لم يكتفِ بتقليد من سبقوه، بل طوّر أسلوبه ليخلق بصمته الخاصة التي جعلت منه واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في الساحة الفنية الموريتانية.

لم يكن سدوم مجرد مغنٍّ يؤدي الألحان، بل كان صوته انعكاسًا لوجدان أمة بأكملها. حين يشدو، يستحضر المستمعون عبق الصحراء وأهازيج البدو، فيرون القوافل تسير عبر الكثبان، ويسمعون صهيل الخيل في ساحات النزال، كما يشعرون بصدق المشاعر حين يتغنى بالحب والحنين والوفاء.

تميزت أغاني سدوم ولد أيده بجمالية الألحان وعمق الكلمات، حيث غنى للوطن، والمروءة، والتاريخ، والحب، والمجتمع. وظلت أغانيه تُتناقل جيلاً بعد جيل، محتفظة بسحرها وتأثيرها رغم تعاقب الأزمنة.

شاهد أيضاً

الممثل بيبات يبدع كعادته في تجسيد الكوميديا العفوية

واصل الممثل بيبات تألقه في تقديم الكوميديا العفوية، حيث أبدع كعادته في تجسيد المواقف الطريفة …