هنا كانصادو انواذيبو عبر التاريخ

تقع مدينة نواذيبو على الساحل الشمالي الغربي للبلاد ، وقد شكلت منذ قرون نقطة جذب للمستكشفين والتجار والمغامرين الأوروبيين، لما تتمتع به من موقع استراتيجي وموارد طبيعية هام

في عام 1441م، وصل البرتغاليون إلى هذه المنطقة، حيث أطلقوا عليها اسم كابو بلانكو (Cabo Blanco)، أي “الرأس الأبيض”، نسبة إلى التكوينات الصخرية البيضاء في الساحل. وقد استقروا في جزيرة تيدرة، التي أصبحت لاحقًا موقعًا لميناء هام سموه بورتانديك (Portendick). وكان هذا الميناء يُستخدم لتصدير الصمغ العربي (العلك)، الذي كانت المنطقة غنية به، نحو أوروبا، حيث كان يدخل في العديد من الصناعات مثل الأدوية، والنسيج، والحبر.

ويُعزى أصل تسمية “#كانصادو” إلى البرتغاليين كذلك، إذ تعني في لغتهم “مكان نهاية التعب وزوال الخطر”، في إشارة إلى الهدوء الذي يميز هذا الخليج، والذي كان يُمثل لهم ملاذًا بعد رحلة طويلة ومرهقة عبر المحيط الأطلسي.

وتشير بعض المراجع التاريخية إلى أن البرتغاليين أقاموا في جزيرة أكادير خلال منتصف القرن السابع عشر، وقد عقدوا آنذاك اتفاقية مع الأمير أعل شنظوره، أحد أمراء المنطقة البارزين. وكانوا يجلبون المياه العذبة من بئر الكارب، الواقع على بُعد 40 كلم من الشاطئ، لتأمين حاجياتهم.

لم يقتصر الاهتمام بهذه الشواطئ على البرتغاليين فحسب، فقد تعاقبت عليها قوى أوروبية أخرى مثل الهولنديين، الإنجليز، والإسبان، خاصة صيادي الباسك في أواخر القرن السابع عشر، الذين وجدوا في سواحل نواذيبو ملاذًا غنيًا بموارد البحر.

وقد وثّق العديد من الرحالة والمستكشفين الأوروبيين هذه المنطقة في كتاباتهم، من أبرزهم تيودور مونو وجاك كوستو، حيث تحدثوا بإعجاب عن طبيعتها، ومناخها، وأهميتها التاريخية والاقتصادية.

وهكذا، فإن منطقة كانصادو ونواذيبو تحمل بين رمالها وأمواجها فصولًا من تاريخ غني بالتفاعل الحضاري والاقتصادي، ما يجعلها من المحطات البارزة في ذاكرة الساحل الموريتاني.

محمد غالي سيدي عثمان

شاهد أيضاً

الإعلان عن وفاة الأديب دمب ولد الميداح

رحم الله الأديب الكبير محمد ولد أحمد الميداح، فقد كان علماً من أعلام الأدب والثقافة، …