حين نسمع عن إيران في وسائل الإعلام، فإننا غالبًا ما نتلقّى صورةً ضيّقة تختزل هذا البلد العريق في مشهد سياسي متوتر أو صراع دولي محتدم. لكن الحقيقة أوسع وأغنى بكثير.
إيران ليست مجرد دولة، بل حضارة تضرب جذورها في أعماق التاريخ. من عيلام إلى الأخمينيين، ومن الساسانيين إلى الصفويين، كانت هذه الأرض مهدًا لواحدة من أقدم وأهم الحضارات في العالم، أثّرت في الفلسفة، والفن، والعمارة، والأدب، وحتى في تشكيل مفاهيم الدولة.
لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أن إيران أيضًا بلدٌ متنوّع ثقافيًا وعرقيًا بشكل مدهش. فالفرس ليسوا وحدهم؛ بل هناك الأذريون، والأكراد، والعرب، والبلوش، واللور، والتركمان… لكل قوم منهم لغته ولهجته، وعاداته وتقاليده، وثقافته الخاصة التي تلوّن نسيج المجتمع الإيراني بألوان متعددة.
هذا التنوّع ينعكس في الموسيقى، والمأكولات، واللباس، والاحتفالات الشعبية، وحتى في الحياة اليومية. بين الجنوب الساحلي والشمال الجبلي، وبين الشرق الصحراوي والغرب الغني بالغابات، تجد في إيران فسيفساءً من التقاليد الحية والموروثات القديمة التي تشكّل روح البلد الحقيقية.
إيران التي نعرفها من الشاشات ليست بالضرورة إيران الواقعية. إنها بلد معقّد، غني، وحيوي… يستحق أن يُرى بعين أكثر إنصافًا وعمقًا.