رفوف الصحراء…

عنوان “رفوف الصحراء” الذي اختير شعارًا لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب، هو في نظري عنوان موفّق إلى حدٍّ بعيد، يجمع بين العمق الرمزي وجمال المفارقة التي تختزل روح هذا المنكب الشنقيطي.

فما يميز الموريتانيين حقًا هو أنهم شيّدوا في قلب الصحراء حضارة علمٍ وفكر، أنشؤوا فيها مدارس وزوايا، ودوّنوا وصنّفوا وأبدعوا، رغم بُعدهم عن مراكز المدن والحضارات الكبرى. إنها مفارقة حضارية فريدة: صحراء أنجبت العلماء والفقهاء، ومجتمع جعل من العلم زاده وزينته.

ومن هنا تتجلّى براعة العنوان “رفوف الصحراء”، الذي يربط بين الماضي والحاضر في صورة بليغة؛
فكلمة الرفوف ترمز إلى الحاضر، إلى المكتبة والكتاب والمعرفة المنظمة،
فيما تحيل الصحراء إلى الماضي، إلى تلك الأرض القاحلة التي أنبتت العلم والعلماء.

لقد استوقفتني خلال زيارتي للمعرض العديد من الكتب والعناوين، خاصة تلك التي تتناول التاريخ والتصوف والأدب، غير أن من أكثر ما شدّ انتباهي عنوان “نبلاء الحوض الغربي من القرنين الرابع عشر الهجري والعشرين الميلادي “، لما يحمله من دلالات تاريخية تستحق التوقف عندها والتأمل في مضامينها.

بقلم محمد غالي اعلانه ولد سيدي عثمان

شاهد أيضاً

الرئيس السابق يحيى جامي يعلن موعد عودته

من المقرر أن يعلن الرئيس الغامبي السابق يحيى جامي رسميًا عن تاريخ عودته إلى غامبيا …