الصحافة الجزائرية تتحدث عن خفايا مادة الإسمنت في السوق الموريتاني


ذا الا عاد حك يالت الدولة اتعود مع المواطن الضعيف
كشفت صحيفة الأيام الجزائرية، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بقضية حجز شحنات من الإسمنت الجزائري في موريتانيا، في ملف أثار جدلاً واسعاً بين الأوساط الاقتصادية والقانونية، وطرح تساؤلات حول الجهات التي تقف خلف هذا القرار المفاجئ الذي عطّل دخول المادة إلى السوق الموريتانية رغم الحاجة الماسة إليها.

وأوضحت الصحيفة أن القضية تتجاوز الطابع الإداري البحت لتكشف عن صراع مصالح بين بعض اللوبيات الاقتصادية الموريتانية، التي تحاول – بحسب المصادر – حماية نفوذها في سوق مواد البناء، عبر عرقلة دخول الإسمنت الجزائري الذي يتميز بجودة عالية وسعر تنافسي يقلّ بنسبة معتبرة عن أسعار الشركات المحلية.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الأزمة بدأت حين تم توقيف شحنات من الإسمنت المنتج من طرف مجمعات جزائرية كبرى كانت في طريقها إلى الأراضي الموريتانية، رغم استيفائها جميع الإجراءات الجمركية والضريبية المنصوص عليها في القوانين المعمول بها.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين المحليين حاولوا تبرير القرار بـ”إشكالات قانونية وتنظيمية”، بينما يرى متابعون أن ما حدث “يمثل حماية غير معلنة لمصالح خاصة”.

وتحدثت الأيام الجزائرية عن وجود ما وصفته بـ”حرب اقتصادية خفية” بين فاعلين موريتانيين كبار في قطاع مواد البناء، مستفيدين من نفوذهم داخل بعض المؤسسات الإدارية، في محاولة للحد من تدفق الإسمنت الجزائري الذي أصبح منافساً شرساً للمنتجات المستوردة من دول أخرى.

الصحيفة نقلت كذلك عن مصادر من داخل أوساط رجال الأعمال الموريتانيين، قولهم إن هذا القرار “يتنافى مع روح التعاون الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا”، خاصة بعد الخطوات التي اتخذها البلدان في السنوات الأخيرة لتعزيز التبادل التجاري وفتح المعبر الحدودي البري الذي سهّل تدفق البضائع بينهما.

وتطرقت الأيام الجزائرية إلى أن الملف أخذ منحىً سياسيًا واقتصاديًا متشابكًا، بعد تدخل جهات موريتانية تطالب بمراجعة القرار وفتح تحقيق في خلفياته، مؤكدة أن ما يجري يتعارض مع مبدأ حرية المنافسة والشفافية الاقتصادية التي تعهدت بها الحكومة الموريتانية في استراتيجياتها الإصلاحية الأخيرة.

وفي ختام تقريرها، دعت الصحيفة إلى ضرورة تحكيم القانون والمصلحة المشتركة بين الجزائر وموريتانيا، معتبرة أن استمرار حجز الشحنات يضرّ بصورة التعاون الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، ويعرقل مساعي التكامل المغاربي التي تُبذل جهود حثيثة لتحقيقها.

شاهد أيضاً

نشيد كنوال التاريخي

هذا النشيد من كلمات وألحان الأستاذ القدير محمد ولد امهابة، أحد أعلام التربية والفن في …